Site icon ترند بالعربي – Trend Bel Arabi

قصة عن الرفق

يحكى أنه في قديم الزمان ، كان هناك رجلًا مسافرًا من مكان إلى آخر ، فاتخذ الصحراء طريقًا له ، ظل الرجل يسير في طريقه ، فاشتدت حرارة الجو بشكل قاسٍ ، حتى بدا عليه الإعياء الشديد ، وأصبح لا يقدر على مواصلة السير ، فالشمس حارقة ، والرمال شديدة الحرارة ، وأصبحت الأجواء حوله تعوقه عن إكمال مسيرته ، وأصابه العطش الشديد .

رغم كل ما ينتاب الشاعر من إعياء ، وما يحيطه من قسوة في طريقه ، ظل الرجل يحاول إكمال مسيرته ، ولكن ولكنه لم يستطع ، فقد نفذ كل ما لديه من طعام ، وماء ، فماذا يفعل ؟ أخذ الرجل يبحث هنا ، وهناك ، عن ماء يروي به عطشه ، ولكن بلا جدوى ، فلم يجد قطرة مياه واحدة ، فهو في صحراء جرداء ، لا زرع بها ، ولا ماء ، فقرر الرجل أن يستريح لبعض الوقت ، ثم يعاود مسيرته للبحث عن الماء ثانيةً ، ليكمل سفره .

بالفعل جلس الرجل ليستريح بعض الوقت ، من ثم نهض ليعاود طريقه مرةً أخرى ، واستكمل مسيرته في البحث عن الماء ، وبينما يمشي الرجل ، ويبحث عن الماء ، فقد شاء المولى سبحانه وتعالى ، أن يجد هذا الرجل في طريقه بئر ماء بعيدًا بعض الشيء ، فأول ما وقعت عين الرجل على البئر ، فرح فرحًا شديدًا لا حد له ، وشكر الله على نعمته ، التي منَّ الله عليه بها وسط الصحراء الجرداء .

وعلى الفور ، أسرع الرجل ليصل إلى البئر ، ونظر إليه من الداخل ، فوجد الماء على بعد عميق من البئر ، ولا بد أن ينزل إليه ، ويأخذ معه شيئًا ، ينهل الماء بواسطته ، فأخذ يبحث حوله عن دلو ، أو ما شابه ، ولكنه لم يجد أبدًا ، فلما ضاق به الأمر ، قرر الرجل أن ينزل إلى البئر بنفسه ، حتى ينهل الماء ، حتى يرتوي ، فنزل إليه بالفعل ، وأخذ يشرب الكثير من الماء ، حتى ارتوى ، وحمد الله كثيرًا .

وبعد أن ارتوى الرجل ، قرر الصعود إلى أعلى ، حتى يكمل مسيرته مرة أخرى ، فحمل أمتعته ، وهمَّ ، حتى يكمل سفره ، وبعد أن هم للرحيل ، فجأة ، وجد الرجل على مقربة منه ، كلبًا ظمآن أشد الظمأ ، يلهث ، ويجري هنا ، وهناك ، بحثًا عن الماء ، والكلأ ، وقد بدا عليه الإعياء الشديد ، فأهمه أمره ، وأشفق على حالته .

أحس الرجل بما ينتاب الكلب ، وما يشعر به من عطش شديد ، وحاجة ماسة إلى الماء ، وإلا سيموت من العطش ، فقد كان كذلك منذ قليل ، لولا أن منحه الله البئر ، ليشرب ، حتى يرتوي ، فرق قلبه لحالته ، وهم الرجل ، واندفع نحو البئر بسرعة شديدة ، وخلع نعله ، ليأتي بالماء من خلاله ، لأنه لا يوجد أي شيء ، يمكن أن يضع فيه الماء للكلب ، ولا يستطيع من أخذ الكلب إلى أسفل البئر .

وبالفعل نزل الرجل إلى البئر ، وأتى للكلب بالماء ، فشرب ، حتى ارتوى ، وقد تحدث النبي صلى الله عليه وسلم ، عن هذه القصة فقال : ” بينما رجل يمشي بطريق ، اشتد عليه العطش ، فوجد بئرًا ، فنزل فيها ، فشرب ثم خرج ، فإذا كلب يلهث ، يأكل الثرى من العطش ، فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب من العطش ، مثل الذي كان بلغ بي ، فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بفيه ، فسقى الكلب ، فشكر الله له ، فغفر له ” ، قالوا : ” يا رسول الله ، وإن لنا في البهائم أجرًا ؟ فقال : في كل ذات كبد رطبة أجر ” .

Exit mobile version