Site icon ترند بالعربي – Trend Bel Arabi

قصة الخوف من صديق

أحداث فارقة وأيام تمر بلا هدف أو مشاعر بديلة سوى بالحزن والقهر والذنب نعم الذنب على أنك لم تقدم المساعدة لمن احتاجها منك في لحظة ، كانت قد تفرق في حياته كلها ، كانت يمكن أن تبقيه على قيد الحياة ، ولكننا نبرر أفعالنا بأنه لكل أجل كتاب .

وأن الإنسان لابد له من أسباب يقنع نفسه بها بأنه لم يخطئ ، ولكن عماد مدرك أنه قد أخطأ ، نعم هو مخطئ والكوابيس لا تنفك تطارده ، في عالمه المظلم الذي يتأرجح بين مهدئات ، وعقاقير من أجل أن يخلد للنوم بضع ساعات .

عماد شاب ثلاثيني يعمل محاسبًا بأحد البنوك ، ولديه مركز اجتماعي مرموق ، ويتمتع بسمعة طيبة بين زملائه بالعمل ، وهو صديق وفي على حد زعم ، رفيقه منذ الصغر ممدوح ، واللذان طالما اشتركا في العديد من المغامرات والهوايات أيضًا ، فهما عاشقان للتصوير الفوتوغرافي ، ولديهما روح المغامرة ويحبان السفر أيضًا .

في إحدى العطلات الصيفية ، قرر الصديقان المقربان أن يذهبا ، في رحلة تخييم بالجبل ، والاستمتاع بجمال الطبيعة والتقاط بعض الصور المميزة ، وبالفعل تأهب الصديقان من أجل رحلتهما القصيرة ، وانطلقا سويًا .

ذهب الصديقان وخيما في أول ليلة ، وفي اليوم التالي بدآ جولتهما ، كانت المناظر الطبيعية ساحرة وبحق ، وقد انهمك عماد في التقاط الصور ، لصناعة ألبومات جديدة ، فيما انهمك ممدوح في السخرية ومحاولة الاستمتاع بالطبيعة أكثر ، وكان كثيرًا ما يخبر صديقه أن تلك المرة مختلفة ، وهو يشعر أنها سوف تكون رحلة العمر .

كان عماد منهمك بشدة في ضبط زوايا الكاميرا ، من أجل التقاط صورة لجبل قريب منهما ، وفجأة سمع صرخة ممدوح وهو يستغيث به ، طلبًا للنجدة فانزعج ونظر خلفه ، ليجد ممدوح ملقى أرضًا من شدة الضحك ، ويقول له رأيتك منهمك بشدة فأردت أن تنتبه لنفسك قليلاً ، فنظر له عماد بحنق شديد وقال له ، يكفي هذا الهراء فأنا قد تعبت بشدة في ضبط زاوية الكاميرا .

مرت بضع دقائق وفجأة سمع عماد صرخات صديقه ، يستنجد به مرة أخرى ، ولكنه لم يلتفت له ، وقال في نفسه لعله يمزح معي ، إلا أنه عقب مرور وقت قصير ، صمت ممدوح ، صمت الصديق إلى الأبد ، حيث نظر عماد حوله ولم يجد صديقه ، وفجأة انطلق نحو حافة الجبل ليجد صديقه ، ملقى من أعلى الجبل حيث وقفا ، إلى الأسفل وينزف دمًا شديدًا وقد فارقت روحه الحياة .

ظل عماد يعاني طيلة سنوات ، عقب هذا الحادث من تأنيب الضمير ، والحزن الشديد والشعور بالندم وأيضًا بالأنانية ، أنه فضّل الصورة على صديقه ، وكان عماد يهب من نومه فزعًا ولا يستطيع النوم مجددًا ، سوى بعد أن يتناول الحبوب المهدئة وأخرى من أجل تنويمه ، فأية حياة تلك !

عندما رأى زميل عماد في العمل ما حل به عقب وفاة صديقه لوحيد ، اقترح عليه أن يذهبا ، في جولة لنفس المكان مرة أخرى ، فأهم عنصر في القضاء على المخاوف هو مواجهتها بكل شجاعة وحزم ، استمع عماد إلى زميله حازم ، وأدرك أنه محق بالفعل ، لم لا يذهب إلى نفس المكان ، ويعتذر من صديقه ، في تلك الليلة عقب أن حزم عماد أمتعته تأهبًا للعودة إلى حيث سقط صديقه ، ومات في الحال ، رأى عماد طيف يحوم حول فراشه بالمنزل ليلاً ، وكأنه ممدوح قد أتاه !

نهض عماد وظل يفرك عيناه ، نعم هو لقد رآه رأي العين ، فورًا نهض عماد وحمل حقيبته ، وهاتف حازم وطلب منه الذهاب فورًا ، فوافقه زميله ، وعندما ذهبا إلى المكان ، شعر عماد أن ممدوح يقف أمامه ، وقال له لقد تركتني يا صديقي ، فأجابه عماد والله لم أتركك لقد ظننتك تمزح ، وإذا ما تكرر الموقف مرة أخرى لكنت أنقذتك يا صديق عمري وحياتي .

فقفز ممدوح من نفس المكان مرة  أخرى ، ليسقط ولكن هذه المرة انطلق عماد محاولاً جذبه إليه ، ولكن فجأة اختفت يد ممدوح عقب أن أمسك بها عماد ، أو هكذا خيل إليه ، وعقب أن نام أخيرًا دون عقاقير ، أتاه ممدوح مبتسمًا وهو يشكره أنه لم يخنه ، والآن يستطيع أن يرقد في هدوء بعد أن اطمئن ، على حب صديقه له .

Exit mobile version