قصة كيس البطاطا

منذ طفولته الأولى ، صار قيس يعاني من سمنة ، واضحة وفي عائلته لم يكن الأمر يعني أكثر من مجرد طفل ، ذات شهية مفتوحة ، وكان يكبر أسرع من الاخرين ، كذلك كان يبدو ، ولم تكن والدته التي تدعى خديجة ، وتعمل مربية في الروضة ، ولا والده عامر الميكانيكي ، يظنان أن السمنة ، التي تبدو على طفلهما ، ذات ثلاثة أعوام ستؤثر على مسار حياته.

وحين بلغ قيس السادسة من عمره ، كان يبدو أكبر حجمًا من الأطفال ، الذين في مثل عمره ، ولما دخل المدرسة ، كان مسار فضول زملائه ، في الفصل ولم يستوعب المعلمين معاملته ، كطفل كما رفض الكثير ، من الأطفال انضمامه ، معهم في اللعب ونادوه (كيس البطاطا).

وذات مرة أخبر أمه انه لا يرغب ، في الذهاب للمدرسة ، ولم يكن يريد أن يفصح لها ، عن الأسباب لكنها استطاعت ، أن تنتزع منه جانبًا من تلك الأسباب ، حين قال لها أن الأطفال زملائه في الفصل ، يسخرون منه وينادونه البدين ، واحيانًا كيس البطاطا .

يومها فقط انتبهت خديجة إلى بدانته ، وعرضته على طبيب وصف له حمية غذائية ، ثم لاحظت أن قيس يصعب ، عليه الالتزام بالحمية ، فتركت والأمر واكتفت بقولها ، أن الوقت كفيل بتصحيح ، بنيته الجسمانية .

ولما بلغ قيس أحد عشر عامًا ، كان جسمه يبدو كجسم رجل بل أحيانًا ، يلبس من ملابس والده وشكله ، لم يكن مقبولًا من التلاميذ ، أو المعلمين أنفسهم ، ودفعه ذلك إلى الانغلاق على نفسه ، وقل نشاطه ومشاركته ، المدرسية في الفصل ، وشعر أن حضوره مثل عدمه .

وكان قيس كلما تقدم في العمر ، زادت بدانته وحين بلغ ، عامه الخامس عشر ، أخبر والده أنه لا يريد ، أن يكمل دراسته المدرسية ، وحذره والده من خطورة ذلك القرار ، الذى سيؤثر سلبيا على حياته بأسرها ، ولكن لم يقتنع قيس بكلام والده ، ذاك ما شعره والده فتعين عليه مراقبة ابنه ، قيس وسريعًا اكتشف أن ولده قيس ، يخرج من المنزل ، في موعد المدرسة ، ويعود في ميعاد انتهاء حصصه المدرسية .

ولكن تلك الفترة لا يقضيها في المدرسة ، يل في ملعب كرة القدم يشاهد المتدربين ، والمباريات المحلية ، وينظر حسرة لمن يستطيع اللعب ، والركض بلياقة وخفة وفي المساء سأله ، والده عن يومه الدراسي ، وأجاب قيس إجابة مألوفة ، بأنه كان يوم جيد .

وهنا اقترب منه والده وسـأله عن سر كذبه ، وادعاءه بالذهاب للمدرسة في حين ، هو يقضى وقته فى مكان آخر  ، علم والده أن السخرية أنهكت قيس ، وجعلته يعاني كثيرًا وأخبره والده انه يستطيع ، أن يضع حدًا لمن يسخرون منه .

ووعده باصطحابه لطبيب مختص ، وفي اليوم التالي ذهبا إلى الطبيب ، وطلب عدة تحاليل آجراها قيس ، ويناء على نتائجها وضع الطبيب ، حمية غذائية صارمة بدأ قيس التحدي ، وتخلى عن نهمه للطعام وبعد ثلاثة شهور ، تمكن قيس من خسارة العديد ، من الكيلو جرامات وللمرة الأولى ، خرج قيس لشراء ملابس أصغر حجمًا ، مما كان يعتاد لبسها واثنى الكثير ، على ذلك التحدي الذي نجح ، فيه بعزيمته وإصراره .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *