قصة الباب الأخضر

قصة الباب الأخضر هي قصة أطفال من تأليف الكاتبة الأمريكية ماري إليانور ويلكينز فريمان، وقد نشرتها عام 1910م، وقد تمت معالجة القصة في قصص للأطفال، والمغزى من تلك القصة هو تعليم الأطفال القناعة والرضا.

قصة الباب الأخضر

كان هناك ذات يوم فتاة تسمى ليتيشا، وقد عاشت الفتاة في نفس المنزل الذي عاشت فيه جدتها وجدتها الكبرى قبل وفاتهما، حيث مات والداها عندما كانت صغيرة جدًا، وقد أتت إلى هذا المنزل لتعيش مع خالتها بيجي.

وكانت عمتها بيجي أخت جدها وهي امرأة عجوز، ومع ذلك ، كانت نشطة للغاية ومشرقة ، ورفقة جيدة لليتشا التي كانت محظوظة جدًا لأنه لم تكن هناك فتيات صغيرات في عمر ليتشيا في القرية لذلك كانت ليتيشا مدللة للغاية من عمتها.

ومع ذلك لم تكن لتيشا راضية أبدًا عن أي شيء، ولم تكن ترغب في الدراسة ولا تنظيف حجرتها ولا مساعدة عمتها العجوز في الطهي، وحتى كانت ترفض قراءة القصص، ولم تكن حتى راضية عن الدمى والألعاب الكثيرة التي جلبتها لها عمتها، ولا الملابس الكثيرة الجميلة التي لديها فقد كانت تريد دائمًا ملابس جديدة، وأيضًا المزيد من الحلوى.

كانت ليتيشا ترفض فعل أي شيء، لكنها كانت مولعة بشيء واحد فقط وهو الباب الأخضر الصغير الموجود في مؤخرة المنزل الذي تعيش به، وقد منعتها عمتها من فتحه أو العبور منه أبدًا.

لكن ليتيشا كانت تريد العبور من هذا الباب بشدة لأنها كانت تعتقد أن هذا الباب يفتح مخزن الجبن، وأن العمة تخزن الجبن الجبن بالداخل فقد كانت دائما تشم رائحته، وكانت ليتشا تقف دائمًا أمام الباب الأخضر بلهفة وشوق.

وقد لاحظت لتيشا وجود ثقب مفتاح أسود في الباب، فعرفت أن عمتها بيجي قد احتفظت بمفتاح الباب في مكان آمن للغاية وأنها لن تستطيع الدخول إليه.حاولت لتيشا أن تتوسل لعمتها لتفتح لها الباب، لكنها كانت تجيب هذا الباب ليس جيد لكي يا عزيزتي، وقد حاولت ليتشا أن تغوي خادمة عمتها لتخبرها عن مكان المفتاح، لكن الخادمة أجابتها لا يوجد باب يا عزيزتي.

آثار هذا فضول ليتيشا أكثر فهي تعرف أن الباب موجود وتريد أن تدخل لتحصل على الجبن، وحتى أنها حاولت أن تنظر من ثقب المفتاح لكنها لم ترى شيء.

وكان هناك شيء أخر قد حير ليتشا، فهي ترى الباب من داخل المنزل فقط، أما عندما تخرج وتنظر إلى المنزل من الحقول لا ترى الباب الأخضر.

وذات يوم عندما خرجت لعمة بيجي والخادمة من المنزل، فكرت ليتشيا في الباب الأخضر، وقد فكرت أيضًا في الصندوق الخشبي المبطن بالساتان الذي تحتفظ بع العمة في درجها العلوي، وتساءلت إذا كان المفتاح في هذا الصندوق.

على الفور فتحت ليتشا الصندوق وحصلت على المفتاح الموجود في الصندوق، ولم يكن لديها شك أنه مفتاح الباب الأخضر، فجرت مسرعة نحو الباب وفتحته، ودخلت منه.

لكن ليتشيا عندما دخلت أطلقت صرخة رعب، فهي لم تعد ترى أيًا من الحقول الخضراء الموجودة خلف المنزل، بل كانت وسط غابة قاتمة من الأشجار شديدة الارتفاع، وشجيرات تغطيها الثلوج.

وفجأة سمعت لتيشا أصوات غريبة فجرت نحو الباب الأخضر لتعود للمنزل، لكن لم يكن هناك باب صغير، فركضت لتختبيء خلف الأشجار، لكن ظهر أمامها رجل، وقال لها ماذا تفعلي هنا إنه مكان خطر، تعالي معي إلى المنزل.

ذهبت الفتاة الخائفة مع الرجل رأيت هناك امرأة شاحبة الوجه وثلاث فتيات ، واحدة في نفس عمرها ، واثنتان أصغر منها بقليل، فسألتها السيدة العجوز من أنتي يا صغيرتي، قالت لها اسمي ليتيشا هوبكنز.

تعجبت السيدة وقالت لها إن هذا اسمي، وصاحت الفتاة الكبرى هذا أسمي أيضًا، وكان هذا الاسم في الواقع شائع في عائلة ليتيشا، وقد أدركت ليتشا أنها في منزل جدها الأكبر وأنه هو الرجل الذي أنقذها من بين الأشجار.

وقد بدا الأمر مستحيل للفتاة فبدلًا من الدخول لغرفة الجبن، دخلت إلى الماضي، وهي مع عائلتها الكبيرة، وبعد قليل أمرت السيدة الكبرى ليتيشا أن تذهب للنوم، وق وجدت نفسها في نفس السرير مع الفتيات الثلاثة، وهي لم تكن معتادة على مشاركة أحد في السرير، ولأن السرير صغير كان عليها أن تنام بشكل عرضي، وتخرج قدميها في الهواء البارد.

ولم تستطيع ليتيشا النوم حتى الرابعة فجرًا، ثم سقطت في غفوة، عندما تم سحبها من السرير، وكانت جدتها تقول هيا استيقظي ليس لدينا فتيات كسولات.

وقد أعطتها الجدة ملابس من الصوف الخشن، وطلبت منها ارتدائها، اضطرت ليتيشا الخائفة لارتداء الملابس الخشنة، عندما نزلت للطابق الأسفل كان كل من بالمنزل يعملون، وعندما وضع طعام الإفطار، لم تأكل الفتاة لأنها لم تحب الطعام الذي قدموه لها، فأمرها جدها بصرامة أن تأكل الطعام ، فأكلت كل حبة من الطعام وهي خائفة.

بعد الإفطار بدا العمل الشاق، ككان عليها تعلم النسج مع جدتها وصبغ القماش وتصنيع تلك الملابس الخشنة التي يرتدونها، وكان عليها تنظيف الأواني النحاسية وإشعال النار وأيضًا تعلم التاريخ، كانت ليتشا تكدح من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، ولم يسمح لها الأجداد بالراحة.

وبالرغم من أنها كانت تشعر أن الأجداد أشخاص طيبين ولطفاء، لكنها كانت تريد العودة للمنزل، وذات يوم أخرجت الجدة صندوق وأخبرتها أنه ورثت هذا الصندوق عن جدتها وبدأت تحكي لها قصة أجدادها، وكانت ليتيشا تخشى إخبارهم قصة الباب الأخضر وأنها لم تطع عمتها.

لكن عندما حدثتها الجدة شعرت أن عليها أن تخبرها عن الباب الأخضر، تعجبت الجدة وأخبرت ليتشا أنهم يملكون باب أخضر خارج المنزل في الجدار الشمال، فسألت ليتشا بخجل، هل هناك مفتاح للباب الأخضر.

ففتحت الجدة صندوقها وأخرجت مفتاح به شريط أخضر، وهو نفس المفتاح الذي أخذته من صندوق عمتها، لكن جدتها الكبرى رفضت إعطائها المفتاح وأخبرتها أن والدها قد أمرها بعدم فتح الباب وعليها طاعة والدها.

انتظرت ليتشا حتى نامت الجدة، وتسللت للغرفة وفتحت صندوق جدتها وأخذت المفتاح، ثم ارتدت ملابسها السابقة، وتسللت للخارج وركضت حتى وصلت للباب الأخضر، وفتحته، وعبرت لتجد نفسها في منزل عمتها بيجي.

أغلقت ليتيشا الباب بقوة، وحملت المفتاح إلى مكانه في الصندوق المصنوع من خشب والساتان، ثم نظرت من النافذة ، وكانت هناك عمتها بيجي ، والخادمة العجوز عائدًا للتو  إلى المنزل.

قررت ليتيشا أن تعترف لعمتها عما فعلته، وقد استمعت لها العمة وفي النهاية أخبرتها أنها لم تطعها لكنها تعتقد أنها عوقبت بما فيه الكفاية، فقالت ليتشا لعمتها إن كل ما لدي في الحقيقة جميل وسأعود للدراسة وسأساعدك في أعمال المنزل من اليوم.[1]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *