كان يا ما كان ، يا سعد يا إكرام ، كان يوجد في قديم الزمان ، حوت كبير وضخم للغاية ، كان ذلك الحوت ، يقوم بأكل جميع الكائنات ، التي يصادفها ، أو يراها في طريقه ، وحتى وإن كان الحوت غير جائع ، فإنه يأكل كل ما يجده من الحيوانات ، فأيَا ما كانت الحيوانات البحرية ، كبيرة كانت ، أو صغيرة ، فلا يتركها ، إلا وقد أكلها ، بلا رحمة ، ولا شفقة .
وبسبب سلوك ذلك الحوت ، وأفعاله السيئة ، فإنه كان مكروهًا في أرجاء البحر كله ، وجميع الحيوانات الموجودة فيه ، وكان الجميع يتمنوا له أن يموت ، حتى يتخلصوا من شره ، وأفعاله السيئة ، وذات يوم من الأيام ، كانت توجد سمكة ، تتسم بالذكاء ، والحنكة ، فجاءت في مرة ، واقتربت من الحوت ، حتى وصلت إلى جانب أذن الحوت الضخم .
وهمست السمكة في أذن الحوت ، وقالت له : ” أيها الحوت الضخم ، لك عندي فكرة ذكية ، لماذا لا تقوم بتجربة أكل أي من البشر ، فالإنسان يمكن أن يكون له طعم رائع ، ومميز ، عن أي من الأسماك ، أو الحيوانات البحرية جميعها ” ، فأجابها الحوت قائلًا : وكيف لي أن أفعل ذلك ، أيتها السمكة الذكية ؟ ” ، ردت السمكة الذكية عليه قائلةً : يوجد قارب موجود بالقرب من هنا ، يمكنك أن تقوم بأكله ، بكل ما فيه ، وما يحتوي عليه من بشر ”
قالت السمكة الذكية ذلك ، وهي على وعي تام ، ومعرفة سابقة ، بأن الإنسان من أكثر المخلوقات ، التي تتسم بالذكاء المرتفع ، إذ وهبه الله عقلًا ناضجًا ، حتى يفكر به ، وسيقوم بالطبع ، بالتخلص منه ، كما ويمكنه أن يقتله ، وبالفعل اتجه الحوت ناحية القارب الخشبي ، وهم على الفور بأكل القارب الخشبي ، حتى الصياد ، الذي كان يوجد على القارب ، ابتلعه الحوت .
لما ابتلع الحوت الضخم الصياد ، أخذ الصياد يتصرف بعض التصرفات ، التي من شأنها أن تضايق الحوت ، كل ذلك وهو في بطنه ، حتى يقوم الحوت بإخراجه ، فهم الصياد بضرب الحوت في معدته ، إلا أن الحوت لم يقم بإخراجه .
فما كان من الصياد ، إلا أن أشعل إعوادًا من الخشب ، الذي وجده في بطن الحوت ، فجاءت السمكة إلى الحوت ، وهمس في أذنه ، وقالت له : ” لا بد أن تقوم بإخراج الصياد من جوفك ، حتى يكف عما يفعله فيك ” ، فهم الحوت أن يخرج الصياد من بطنه ، إلا أن الصياد أشار إليه ، أن يخرجه عند الشاطئ .
فلما ذهب الحوت إلى الشاطئ ، أشار الصياد إلى الناس الموجودين حول الشاطئ ، واجتمعوا عليه ، حتى قضوا على حياته ، وبذلك تم القضاء على الحوت الشرير .