قصة سمكة الجرّي وبركة كينبيه

قصة من روائع قصص الأطفال العالمية اليابانية ، جمعها وصاغها توشيو أُوزاوا ، وقصة سمكة الجرّي وبركة كينبيه  ، حكاية من الحكايات اليابانية القديمة ، أو بشكل أدق هي خرافات يابانية في الأزمان الماضية ، التي يتم تعليمها للأطفال اليابانيين حتى نهاية المرحلة الابتدائية ، وتروى قصة سمكة الجرّي وبركة كينبيه  كالتالي .

بركة كينبيه :
كان ياماكان في قديم الزمان ، في سالف العصر والأوان ، وفي بلد من البلدان ، بركة كبيرة وعميقة ، وكان يسكن جوارها زعيم القرية ، المدعو كينبيه ، لذلك كان يسميها الناس وأهل القرية بركة كينبيه .

ليل وطرق على الأبواب :
وذات ليلة من الليالي ، وبينما كان زعيم الفرية كنبيه ، جالسًا يتدفأ على نار الموقد ، سمع صوت طرق على باب الدار الخارجي ، فصاح : من هناك ؟ من هناك ؟ من الطارق ؟.

سمكة الجرّي ساكنة البركة منذ القدم :
فجأة جاءه صوت امرأة تقول : أنا سمكة الجرّي الكبيرة ، ربة بركة كينبيه وساكنتها منذ القدم ، هذه الليلة سيأتي من بركة أخرى عنكبوت كبير ويهاجمني ، ولابد من المواجهة والاشتباك معه ، لكنه قوي جدًا ، خدّاع وماكر ولست واثقة من الفوز عليه .

طلب سمكة الجرّي من زعيم بركة الكينبيه :
قالت سمكة الجرّي : لذلك لي طلب واحد عندك يا سيد كينبيه ، وهو أن تأتي الليلة في الساعة الثانية تمامًا إلى البركة ، وتطلق صيحة واحدة ( أنا كينبيه أنتظر هنا هنا بثبات )!.. وهكذا أستطيع الفوز عليه .

موافقة كينبيه على طلب سمكة الجرّي :
سمع كينبيه هذا الكلام ، وقال موافقًا : أجل ، أجل ، سأذهب بالتأكيد .. ثم اختفى صوت المرأة .. وأخذ كنبيه يستعد لمجيء منتصف الليل .

أصوات مرعبة ومخيفة :
وفي الساعة الثانية بالضبط تحقق من الوقت تمامًا ، وخرج إلى البركة المظلمة ، ولما وصل تناهت إلى أذنيه أصوات مرعبة ، وفظيعة تصدر من جوف البركة ، وبدت المياه كالأمواج الهائجة ، علوًا وانخفاضًا ، ورجرجة أحيانًا .

معركة دامية وهروب :
كان يصله صوت أنين شديد جدًا ، ودوى عراك من حوله لا يوصف ، فتوقف شعر بدنه من الرعب ولم يكن بمقدوره لفظ كلمو واحدة !! تملكه الخوف من هذه المعركة الدامية ، فلاذ بالفرار عائدًا إلى البيت ، وراح بسرعة يلتحف بكل ما لديه من أغطية وهو يرتجف داخل الفراش .

موت سمكة جرّي الكبيرة :
عندما أصبح الصبح ، كان قلقًا على ما حدث ليلة الأمس ، فخرج لرؤية البركة ، كان الوضع مختلفًا تمامًا والهدوء يلف المكان ، غير أن السمكة جرّي كبيرة كانت طافية على وجه المياه وهي مثخنة بالجراح .

سمكة جرّي وبركة كينبيه :
صاح كينبيه : آه آه يا للأسف ، لقد قتلت ، إنها غلطتي لأنني لم أطلق أي صوت .. لاشك أنني ارتكبت ما يستوجب الاعتذار منها ، ألصق راحتيه الواحدة بالأخرى ، وانحنى برأسه تحية للجثة الهامدة ، ثم دفنها على شاطئ البركة بعناية واحترام .