نبيل الصغير ابن الصياد الماهر حسن ، كان يخرج كل يوم مع والده ليراه ، أثناء عمله بالصيد ليشاهد ما يفعله منبهرًا ، وذات صباح صعد نبيل على سطح القارب وما أن دار المحرك ، وسط مياه البحر الزرقاء ، حتى بدأ الصيادون في الاستعداد بشباكهم ، من أجل الحصول على أكبر كم من الأسماك .
ألقى الصيادون شباكهم وهم يسمون باسم الله ، ومبتسمون بأنهم في معيّة الله ، حتى إذا بدؤا في سحب شباكهم ، وجدوا الكثير من أنواع وأحجام مختلفة من الأسماك ، الغريبة والجميلة الشكل فتعجب نبيل بشدة مما رآه ، وجذب أباه وسأله إن كان يعرف أسماء كل تلك الأنواع من الأسماك ، فابتسم والده بحنان بالغ ، وأخبره أنه يعرفها كلها ، كما يعرفه هو وأخبره ، أنه عندما يكبر قليلاً سوف يعلم أسمائها كلها ، لأنه سوف يصبح صيادًا ماهرًا مثله ، في أحد الأيام .
قام الأب وأمسك بإحدى الأسماك الكبيرة ، واقترب من ابنه نبيل وقال له أن تلك السمكة ، هي سمكة تدعى أبو سيف ، وهي تكون عادة كبيرة الحجم ، وسوف يجد في البحر منها ، أحجام كثيرة ومتعددة وهي مثلها مثل غيرها من الأسماك ، ولكنها تميزت بوجود عظمة طويلة فوق شفتها العليا ، فأصبح شكلها يشبه السيف ، وهي تستخدم عظمتها تلك في الدفاع عن نفسها ، ضد الأعداء وفي السباحة أيضًا .
فرح نبيل بالمعلومات الشيقة تلك ، فأشار إلى سمكة أخرى وسأل والده عن ماهيتها ، فأجابه بأنها سمكة القرش ، وهي سمكة ذات أسنان حادة ، ويخشاها الصيادون نظرًا لكونها ، تتسبب في قطع شباكهم وقد تأكل معظم الأسماك التي قاموا باصطيادها أيضًا ، ولكنهم فصلوها بسرعة اليوم ، حتى لا تأكل ما اصطادوه من أسماك .
ثم قال الأب أن الله سبحانه وتعالى ، قد خلق من سمكة القرش أنواع عديدة ، ومنها ما هو ضخم جدًا قد يصل طوله إلى عدة أمتار ، ويدعى سمكة قرش النمر ، وعلى الرغم من ضخامتها إلا أنها لا تأكل اللحوم ، وتتغذى بشكل شبه دائم على الطحالب والأسماك الأصغر حجمًا منها ، حيث تعيش في قاع البحار الواسعة ، وتدفن نفسها بالرمال حتى تأتي الفريسة ، وتخرج هي لاصطيادها والتهامها .
ثم استطرد الأب وقال لنبيل ، كما يوجد بالبحر أكبر مخلوق على وجه ، الكرة الأرضية وهو الحوت الأزرق ، فعقد الصغير حاجبيه وتساءل باندهاش ، أنه قد رأى الفيل ولم ير مخلوق أكبر منه حجمًا ، فابتسم والده وأخبره أن الحوت الأزرق ، يعادل وزنه عشرة أفيال مجتمعة .
كما يوجد نوع آخر من الأسماك الصديقة للإنسان ، وتدعى الدلافين والتي لها قصص كثيرة ، بشأن إنقاذ بعض السباحين من الغرق ، أو حمايته من أسماك القرش حتى لا تأكله ، إلى أن يخرج سالمًا إلى الشاطئ .
فرح نبيل كثيرًا بتلك المعلومات الشيقة ، وأخبر والده أنه يرغب في الصيد حتى يصبح صيادًا كبيرًا وماهرًا مثله ، عندما يحين الوقت ، فاحتضنه والده وأخبره أنه صياد صغير السن ، وكبير العقل والمعرفة أيضًا .