قصة الكرة الأرضية

دخلت سمر غرفة والدها وشاهدته يجلس على طاولة يقرأ في كتاب ، فاقترب منه قائلة أبي هل تأخذنني للحديقة العامة فاليوم الجمعة والنهار جميل ، فنظر الأب إلى صغيرته مبتسمًا وقال سأخذك يا عصفورتي اصبري فليلًا عندما أنهي قراءة الصفحة المتبقية ، ففرحت سمر وراحت تتأمل الأشياء فوق الطاولة ، شاهدت أوراق بيضاء وعلبة تلوين شمعية ، وأقلام موضوعة في علبة جلدية وكرة أرضية صغيرة يخترقها محور مثبت على قاعدة معدنية .

اقتربت من الكرة وبدأت تدويها مندهشة ، كانت الكرى تحوي مساحات ملونة بألوان مختلفة عليها خطوط وأسماء كثيرة فسألت سمر ماذا تسمى هذه الخطوط ، فأغلق الأب الكتاب وأشار إلى وسط الكرة وقال لكل خط اسم هذا خط الاستواء ، ثم أشار إلى شمال الكرة وقال وهذا مدار السرطان ، ثم إلى الجنوب وقال وهذا مدار الجدي .

ثم سألت وقالت ولماذا يشغل اللون الأزرق مساحة كبيرة فقال الأب لأنه يرمز إلى البحار والمحيطات إنها تُشكل ثلاثة أرباع مساحة الكرة الأرضية ، فقالت سمر اة تذكرت ألم تأخذنني إلى اللاذقية في الصيف فقال الأب طبعًا شرط أن تنالين المرتبة الأولى فقالت اطمئن أنا مجتهدة .

وقالت ولكن أين هي اللاذقية ، فقرب الأب رأسه من الكرة وأمسك قلمًا وأشار به إلى مساحة ملونة بالبني وقال هذا قطرنا وتلك مدينة اللاذقية ، فأخذت سمر نفسًا عميقًا كأنها تخيلت نفسها أمام البحر ثم سألت أين لبنان ، فأشار الأب إلى مساحة بنفسجية اللون ، فقالت أين مصر فقال أنها هنا باللون الأصفر ، توجه الأب لكي يلبس ثياب الخروج وبعد قليل نادى صغيرته لكي يذهبا إلى الحديقة ولكنه لم يسمع ردًا ففتح باب غرفته فوجدها تلون الوطن العربي بقلم الشمع الأخضر وترسم عصافير وزهور فضحك الأب وقال ارنى أنك نقلتي الحديقة العامة لسطح الكرة .