في يوم من الأيام كان هناك رجل يدعى ماركو يتسوق في أحد المتاجر القريبة ، وبينما هو يمشي في المتجر رأى صبي صغير يتحدث مع رجل الكاشير وهو حزين ، وسمع رجل الكاشير وهو يقول للصبي : أنا أسف ليس لديك من النقود ما يكفي لشراء هذه الدمية التي تريدها.
فتوجه ماركو إلى رجل الكاشير وسأله عن ثمن الدمية ، فأخبره الرجل بالمبلغ المطلوب ، فقام ماركو بعد الأموال التي مع الصبي وبالفعل وجدها لا تكفي لشراء الدمية ، فأخبر ماركو الصبي بلطف أن المال الذي بحوزته لا يكفي لشراء الدمية التي اختارها .
ولكن الصبي لم يفهم ما قاله ماركو وأصر على شراء الدمية بالمال الذي معه ، وأخيرًا سأل ماركو الصبي قائلًا لمن تريد أن تعطي هذه الدمية ؟ فأجاب الصبي إنها لأختي الصغيرة أريد أن أهديها لها في عيد ميلادها .
لابد لي من إعطائها لأمي حتى تعطيها لأختي عندما تذهب إليها ، فقد ذهبت أختي إلى الله وأبي قال أن أمي ستذهب إلى الله عما قريب ، لذلك أعتقد أنها يمكن أن تأخذ هذه الدمية معها ، وتعطيها لأختي .
اندهش ماركو من هول ما سمع وتوقف عن الكلام ، فقد كان ما سمعه من الصبي صادم ومحزن ، لقد توفيت أخته وسوف تلحق بها أمه وهو كل ما يفكر فيه دمية يهديها لأخته ! ويكمل الصبي بعدها لقد رجوت أمي ألا تذهب إلى الله حتى أعود من التسوق ، وهي وعدتني بذلك .
أنا أحب أمي ولا أريدها أن تذهب بعيدًا ، ولكن أبي أخبرني أنها يجب أن تتركنا وتذهب لترعى أختي ، لم يستطع ماركو تمالك نفسه وكادت عينيه أن تفضحه وهو متأثرًا بكلام الصبي الصغير .
وعلى الفور قام ماركو بإضافة بعض الأموال لأموال الصبي دون أن يلحظ ، ثم أعطاها لرجل الكاشير وأخبر الصبي أنه أعاد حسابها فوجدها كافية لشراء الدمية ، وظل ماركو واقفًا حتى اشترى له الدمية وأعطاها إياه .
فشكر الصبي الله ونظر إلى ماركو وهو يقول : لقد دعوت الله الليلة الماضية قبل الذهاب إلى النوم ، وطلبت منه أن يكون ما لدي من المال كافيًا ، لشراء دمية لأختي الصغيرة ووردة بيضاء لأمي ، فأمي تحب الورود البيضاء كثيرًا .
ظل هذا الحدث الذي وقع مع الصبي يشغل عقل ماركو طويلًا ، وفي مرة من المرات التي كان يفكر فيها في حال الصبي المسكين ، تذكر مقالًا نشر في الصحيفة المحلية منذ يومين تقريبًا ، عن رجل في حالة سكر أصاب سيارة كان بها فتاة صغيرة برفقة أمها ، وتوفيت الفتاة الصغيرة علي الفور بينما ظلت الأم في حالة حرجة ، وهنا ربط ماركو الخيوط ببعضها وعرف أن هذا الصبي هو ابن تلك السيدة ، وبعد يومين من الحادث قرأ الرجل عن جنازة تلك السيدة ، فذهب مسرعًا واشترى حفنة من الورود البيضاء .
ثم توجه بها إلى الجنازة وحين وصل قام بوضع تلك الزهور البيضاء على نعش السيدة ، وهناك شاهد وردة بيضاء في يد السيدة المتوفاة ، ودمية صغيرة موضوعة على صدرها وشاهد الصبي الصغير مع والده واقفًا كي يودع أمه الراحلة ، وقتها لم يستطيع أن يتمالك نفسه من الدموع على ما حدث لتلك الأسرة الصغيرة ، بسبب سكر سائق متهور يعبث في أرواح المارة ، فترك المكان وغادر وهو في حالة حزن شديد
القيمة الأخلاقية من القصة :
إن احترام حياة الآخرين من أهم حقوق الإنسان لذا لابد لنا جميعًا من إتباع قواعد المرور .
القصة مترجمة عن little boy and doll story