كانت هناك ذات مرة غابة يعيش فيها كل الحيوانات في سعادة وانسجام ومحبة ، وفي أحد الأيام ذهبت عائلة مع أطفالها لتتنزه في الحديقة لبعض الوقت ، ونسى أحد الأطفال جوربيه بالحديقة .
وجد أحد الحيوانات جوربي الطفل في الحديقة بعد أن غادر الناس الحديقة بفترة قليلة ، قرر الحيوان أن يُجرب هذين الجوربين ؛ فقام بارتدائها وكان شكله جيد إلى حد كبير ، كما كان مضحك جدًا ولكنه لم يخلع الجوربين وظل يمشي بهما طوال اليوم في الغابة .
تحدثت كل الحيوانات في الغابة عن شكل الحيوان الجديد وهو يرتدي أشياء تخص البشر ، وشعر البعض بالغيرة من ذاك الحيوان لأنه أصبح محور اهتمام الجميع في الغابة ، وبعد وقت قصير بدأت الحيوانات تظهر مرتدية الملابس الخاصة بالإنسان ؛ حيث ظهرت السناجب وهي ترتدي القمصان ، وكانت الأرانب ترتدي الأحذية ، وغيرهم من الحيوانات التي كانت ترتدي القبعات ، وهكذا بدأ يظهر الجميع بالملابس في الغابة .
هزّ دكتور الغابة الدب رأسه متحدثًا إلى كل الحيوانات التي تعبر وهو يقول : أنه أمر غير جيد ؛ الحيوانات لا تحتاج إلى تلك الملابس لأنها لا ينقصها أي شيء ، ولكن لم يهتم أحد لكلامه وقالوا أنه حيوان يعيش في الزمن القديم ولا يفهم في أمور الموضة الجديدة .
ولكن لم يمر وقت طويل حتى بدأت الحيوانات ترى نتائج جنونهم بالموضة ؛ حيث تعلقت القمصان التي ترتديها السناجب لعدة مرات في فروع الأشجار ، وكانوا يسقطون من أعلى كثيرًا أثناء محاولتهم القفز من فرع الشجرة الذي تعلقوا به ، وكانت تحاول الحيوانات التي ترتدي القبعات أن تدخل منازلها دون أن تخلع القبعة ؛ ولكنها كانت تظل محشورة طوال اليوم في المدخل دون أن تستطيع الحركة .
وكان هناك أحد الطيور الذي كان يرتدي الملابس على جناحيه ، وحينما قرر الطيران لم يستطع وسقط على الأشواك التي وصلت إلى عظامه ، وكادت بعض الحيوانات أن تغرق في النهر أثناء حركتهم وهم يرتدون الجوارب .
حينما ازدادت الحوادث بالغابة ذهب الجميع إلى الدكتور الدب يطلبون منه النصيحة ؛ فقال لهم : اخلعوا هذه الملابس لأنها قد تقتلكم ذات يوم ، وبالفعل خلعوا الملابس ولم تعد هناك حوادث ، وعلموا أنهم تعاملوا مع الموقف بحماقة ؛ وذلك كله بسبب الغيرة وحتى يتحدث عنهم الجميع .
القصة مترجمة عن اللغة الإسبانية
بعنوان : EL bosque de la moda