قصة عنقود العنب العجيب

طلبت معلمة العلوم المعلمة ريما ، من طلاب الصف السادس ، أن يبنوا مجسمًا لعنقود عنب ، وأن يشمل دائرة كهربائية لإنارته ، فرح نادر جدًا وبدأ كسائر زملائه في الصف بالتحضر لهذ المشروع المثير ، إذ كان عليهم برسم العنقود أولاً ، وبناء مخطط له ، ثم يشرعون في بناء المجسم ، وآصاله بالدائرة الكهربائية ، بدأ كل طالب بعنقوده الخاص .

الطلاب وعنقود العنب :
هناك من رسمه طويلاً ، وهناك من رسمه قصيرًا ، واختار عدد من الطلاب ، تلوينه بالأحمر ، ومنهم من لونه بالأخضر أو الأسود ، إضافة إلى أنهم جميعًا رسموا حبات العنب الدائرية الشكل ، ورتبوها على شكل مثلث مقلوب ، يبدأ بحبة عنب واحدة في السطر الأول لتزيد في كل سطر فوقه ، حتى تصل إلى سبع حبات ، وأكثر في نهايته ، لكن نادر لم يرسم عنقود عنب عاديًا ، إذ كان دائمًا يرغب في صنع أشياء غير مألوفة !

نادر والتفكير في العنقود  :
وكان دائم الاستفهام ، ووردته عدة أسئلة منها لماذا تكون كل الأشياء التي نعرفها بشكل معين ، ولا تتغير ؟ ..مثلاً لا تكون حبات العنب مستطيلة ، ولماذا لا تكون شاشة التلفزيون مستديرة ؟ ولماذا لا يكون الدفتر مثلثًا ؟ ولماذا لا يمكننا تغيير الأشكال وهكذا إنه كان يحاول دائمًا يبتكر الأشياء الغريبة والجديدة ، وبناء على رغبته ومحاولاته هذه ، قرر أن يبني مجسمًا مختلفًا ومميزًا ، عرض كل طالب رسم عنقوده ومخطط مجسمه على المعلمة ، كي يباشر العمل على بناء المجسم ، لكن نادر ، كان لايزال منشغلاً برسم عنقود كبير ، وتلوينه بألوان الأحمر والزهري والأصفر ، وبدت حبات العنقود غريبة .

عنقود العنب العجيب :
حين أنهى عمله ، صاح بصوت مرتفع : أنجزت مخطط المجسم لأول عنقود عنب من انتاجي ، وليس يكون له مثيل في العالم ، تجمع حوله الطلاب باهتمام وفضول ، لكنه حمل الرسمه وأسرع نحو المعلمة ، وما أن عرض عليها الرسمة ، حتى امتقع وجهها وعبرت عن استيائها من رسمه ومخطط مجسمه !

عنقود عنب مكعب  الشكل :
سألت المعلمة نادر : كيف أن يكون هذا عنقود عنب ، هل يبدو لك أن ما رسمته هو عنقود عنب ، كيف تسبني مجسمًا ؟ ضحك الطلاب من رسم نادر لأن العنقود لم يكن كسائر عناقيد العنب التي يعرفونها ، فبالإضافة إلى الألوان التي لون بها كل حبة ، كان قد رسم حبات العنب مربعة ، ولم تكن بالمستديرة ، شعر نادر بالاستياء والخجل ، لكنه أجاب لمعلمة قائلًا : لماذا لابد أن تكن الأشياء كما هي ، ولا يمكن تغييرها ؟

وقبل أن يعود إلى طاولته سألته المعلمة : لماذا رسمت حبات العنب مربعة الشكل يا نادر ؟ لماذا لا تكون مربعة الشكل بالرسم ، لقد كنت أخطط أن أصنع حبات المجسم من المكعبات بدل من الكرة ، قالت المعلمة ريما : لا يوجد عنب مكعب ، ولم أرى في حياتي عنبًا ملونًا ، عليك أن تبني مجسمًا قريبًا من الحقيقة ، ولك حرية القرار .

نادر يخطط في بيته :
عندما عاد نادر إلى البيت ، دخل غرفته وأخذ فترة العصر يخطط لصنع حبت عنب مكعبة للمجسم ، كيف سيصنع ذلك ، هل سينجح ؟ فكر كثيرًا وصمم أن يثبت لزملائه في الصف  ولمعلمته ، أنه يستطيع أن يبني مجسما متميزًا ، فبدأ برسم مجموعة من المخططات إلى أن رسم عنقود عنب عجيب ، ورسم خطة لبناء المجسم ، ثم نام في سرور بعد أن أعياه التعب .

في اليوم التالي :
وفي المدرسة في صباح اليوم التالي ، قدم نادر المخطط لمعلمته باعتزاز ، وقال : لقد رسمت هذا العنقود المميز لأهديه لك ، لكني رسمت حبات عنب مربعه ، لأصنع بعدئذ حبات عنب مكعبة الشكل ، وغريبة الألوان ، لأضعها في بستاني مع الأشياء الغريبة التي أصنعها أيضًا ، قالت المعلمة : لكن من أين لك بهذه الفكرة ؟ وماذا يوجد في بستانك ، حدثنا عنه !

بستان نادر :
قال نادر : بستاني في شرفة غرفتي ، وفي الكثير من أشجار الفاكهة والخضار التي سمعنا عنها ، وصنعتها بشكل مختلف ، والآن سأقوم بتحضير كرمة يتدلى منها العنب المربع والمكعب ، ويمكن في يوم ما أن يكون هناك نوعًا من هذا العنب ؟!

اهتمام المعلمة ريما :
أعجبت المعلمة ريما بإجابته ، واهتمت ببستانه ، ووعدته أنها سوف تقوم بزيارة بستانه عندما ينهي المجسم ، تحمس نادر جدًا للزيارة المرتقبة ، وأسعده اهتمام المعلمة ببستانه ، وبدأ بجمع الأشياء التي يحتاجها لمشروعه ، كالورق المقوى والجرائد القديمة ، وأنابيب القلم الملونة ، بعد أن غسلها جيدًا بالماء وأحضر الحجارة لصغيرة البلاستيكية مكعبة الشكل ولونها ، لتصبح حبات عنب ، كان التفاح في بستان نادر عبارة عن زجاجات فارغة مدهونة بالألوان ، وجدار البستان مبني من عيدان البوظة الخشبية ، أما أشجار الزيتون مبني من الورق المقوى ، والممرات بين الاشجار حجارة صغيرة ملونه ، وإضافة الى كثير من المجسمات التي ابدع في صنعها ، ثم قام بتعليق العنقود ووصله بالدائرة الكهربائية .

فخر واعتزاز :
حينما حضرت المعلمة ريما لزيارته كان نادر فخورًا بما صنعت يداه ، وكان سعيدًا بأن يطلعها على بستانه ومجسماته الخاصة التي وضعها فيه ، دهشت المعلمة جدًا وقالت له والابتسامة تعلو شفتيها : فعلا العنب المكعب جميل جدًا ، وشعرت باعتزاز وفخر بطالبها المبدع نادر .