Site icon ترند بالعربي – Trend Bel Arabi

قصة الكتكوت العنيد

في القرية الهادئة الخلابة ، المطلة على نهر عذب وأشجار كثيرة ، كانت الدجاجة الأم تعيش برفقة الفتاة جميلة ، ابنة الحطاب والتي من مهامها مراعاة الحيوانات بالحظيرة ، والطيور أيضًا فكانت الدجاجة الأم راقدة على بيضها ، فكما اعتادت وعرفت من الدجاجة الجدة قبل وفاتها ، أنه من أجل أن يفقس البيض وتخرج الكتاكيت ، لابد لها أن ترقد عليه وتدفئه لفترة من الوقت ، ثم تنتظر خروجه .

قامت الدجاجة الأم بواجبها نحو بيضها ، حتى سمعت جميلة في أحد الأيام ، صوت نقر الكتاكيت الصغيرة على البيض من الداخل ، فتهلل وجهها فرحًا ، ودخلت إلى حيث ترقد الدجاجة الأم حتى تساعدها إن أرادت ، وسرعان ما بدأت الكتاكيت تخرج من بيضها ، بشكل رائع فقامت الدجاجة الأم وقال أنتم تسعة كتاكيت ، ثم نقرت بمنقارها البيضة العاشرة ، وساعدت كتكوتها الصغير على الخروج إلى الحياة .

كانت الكتاكيت جميلة ومطيعة للدجاجة الأم ، عدا الكتكوت الأخير المتأخر ، والذي أسمته الدجاجة صوصو ، حيث كان صوصو غير نظيف مثل إخوته الكتاكيت ، وكان يرفض تناول الحب المفيد مثلهم ، ويذهب ليأكل الحشائش الخضراء من الحظيرة ، وكان إخوته يشربون من إناء المياه ، ويحافظون عليها جيدًا ، وما أن ينتهوا حتى يرفعون رؤوسهم حمدًا لله ، ولكن صوصو كان على العكس تمامًا منهم ، فقد كان يقلب الإناء عقب أن يشرب ولا يهتم بشكر الله على هذه النعمة .

كانت الدجاجة الأم حزينة حال صوصو ، فالماء نعمة الله لنا ، يجب أن نشكره عليها فالطيور ليست وحدها هي من يشرب المياه ، وإنما كافة البشر والحيوانات والنباتات والطيور ، كلنا خُلقنا من الماء وواجبنا الحفاظ عليه وشكر الله ، ولكنها طمأنت نفسها أن صوصو بعد أن يصير ديكًا كبيرًا ، سوف يقدر قيمة كل شيء ويتراجع عن العناد .

صار صوصو ديكًا ونبت له ذيلاً جميلاً ، وعرفًا لونه أحمر وكبير ، ولكنه ازداد عنادًا للأسف ، وهذا ما أحزن الدجاجة الأم ، حيث كانت تراه يستيقظ عصرًا ، بينما كافة الدجاج والطيور يستيقظون فجرًا ، حيث يؤذن الديكة من أجل إيقاظ النائمين ويبدؤون يومهم ، بينما يظل صوصو الكسول نائمًا .

وفي أحد الأيام ، أشرقت الشمس لتجد الكل يعملون في آن واحد ، ويحمدون ربهم على نعمة المياه ، عدا صوصو الكسول الذي لم تره مستيقظًا منذ الصباح الباكر قط ، فبدأت تغضب واحمرت كثيرًا ، وبالتالي ارتفعت درجة الحرارة ، فأخذت الفتاة جميلة تسقي الجميع ، حتى استيقظ صوصو وبدأ يطلب المياه ، فأصروا جميعًا على تعليمه أن يحافظ على المياه مثلما يصر على العند ، واجتمعوا على حرمانه من المياه لفترة حتى يقدر قيمتها ويحمد الله عليها .

بالفعل شعر صوصو بقيمة المياه عندما حُرم منها ، وطلب أن يشرب فأعطته الدجاجة الأم بعض المياه ، فشربها ولم يفرط في قطرة واحدة منها ، ورفع رأسه يشكر ربه ، وشجعته كافة حيوانات الحظيرة ، وصار صوصو منذ ذلك الحين يستيقظ مبكرًا ويؤذن مع حلول الفجر مثل باقي الديكة ، دون كسل .

Exit mobile version