قصة الثراء لا يمنع السمنة

يُحكى أن رجلًا من رجال الأعمال الأغنياء ، الذين كانوا يحبون مساعدة الغير والتبرع بالمال لأجل المحتاجين ، مرض ذات يوم بسبب كسله الشديد ، فحزن عليه أهله وأصدقاؤه وكل محبيه .

فقد تسبب كسله الشديد في زيادة نسبة الدهون في جسده ، الأمر الذي جعله يتحرك بصعوبة شديدة ، ثم لم تلبث قدماه إلا أن تيبست ولم يعد يقوى على تحريكها ، فاضطر للعمل من المنزل وأمضى أيام وأسابيع دون خروج أو حركة ، فقد كان يظن في البداية أن بعدم حركته تلك سيحافظ على صحته ، ولكن انقلب الأمر عليه .

ولما تدهورت حالته اتصلت عائلته بالعديد من الأطباء ، لعلاجه وجعله يمشي مرة ثانية ولكن دون فائدة ، حتى زار المدينة في أحد الأيام رجلًا مقدسًا ، فتوجهت إليه العائلة وطلبت منه المساعدة ، وسألته إن كان قادرًا على مساعدة الرجل الغني .

فقال الرجل المقدس أن بإمكانه المساعدة ، ففرحت الأسرة كثيرًا لذلك وطلبت منه القدوم إلى المنزل ولكنه رفض ذلك ، وقال لهم سأعالجه ولكن يجب أن يأتي إليّ هو لتلقي العلاج ، وبالفعل ذهب الرجل الثري إلى مكان الرجل المقدس بعد رحلة شاقة ، فلما رآه الرجل المقدس أثنى عليه وقال له : أنت رجل طيب وكريم وتستحق أن تعود إليك صحتك ، لذا سأساعدك .

فرح الرجل الثري كثيرًا لسماع هذا الكلام ، واتفق مع الرجل المقدس على أن يأتي إليه في اليوم التالي لتلقي العلاج ، ولكن اشترط عليه الرجل المقدس أن يأتي إليه سيرًا على الأقدام ، وبالرغم من أن سكن الرجل المقدس كان بعيد جدًا عن سكن الرجل الثري ، إلا أنه وافق على شرطه حتى ترجع إليه صحته ثانيةً .

وفي اليوم التالي جاء الرجل الثري وهو يمشي بخطوات ثقيلة مجهدة مع أسرته إلى منزل الرجل المقدس ، ليبدأ أولى جلسات العلاج ولكن لسوء حظه لم يكن الرجل المقدس موجود ، ومن قابله هو أحد مساعديه ، خرج إلى الباب وطلب منه أن يأتي في اليوم التالي لمقابلته ، فانصرف الرجل الثري في ضيق شديد وعاد إلى منزله وهو يشعر بالإرهاق الشديد والتعب .

وذهب ثانية إلى منزل الرجل المقدس في اليوم التالي ، ولكن تكرر معه نفس ما حدث واستمر الحال على هذا قرابة أسبوعين ، كل يوم يذهب الرجل الثري سيرًا على قدميه ، ولكن حين يصل ويسأل عن الرجل المقدس ليعطيه العلاج لا يجده ، فيعود إلى منزله ثانية ، ولكن في مرة من تلك المرات شعر الرجل الثري أنه أخف وزنًا ولم يعد يلقى صعوبة في المشي الكثير .

فقد خسر بعض وزنه في الأيام القليلة السابقة ، وبدأ الرجل الثري يفهم الحكمة وراء ما فعله الرجل المقدس معه ، وأدرك أن كل هذا كان من أجل صحته فقرر الذهاب للرجل المقدس كي يشكره على طريقته في المساعدة ويخبره أنها بدأت تؤتي ثمارها .

وبالفعل بعد فترة بسيطة عادت للرجل الثري صحته من جديد ، وفرح به أهله وأصدقائه وأدرك أن الصحة أهم شيء لدى الإنسان ، وأن الكسل هو أخطر ما يهددها ، فترك تلك العادة السيئة وقرر المشي كل يوم وعدم الجلوس في المنزل حتى لا يصاب بالسمنة والملل .