قصة الملك لا يستحق الحُكم

كان هناك ذات مرة ملك غني جدًا ؛ كما كان يتميز بالقوة والذكاء الشديدين ، رأى الملك أنه لا يستطيع أحد منافسته في الفوز بلعبته المفضلة الشطرنج والتي تعبر عن مدى ذكاءه ، فأعلن عن مسابقة لإقامة لعبة الشطرنج معه ؛ ومَن يفوز عليه فسيعطيه عُشر ثروته ؛ ومَن يخسر أمامه فسيقوم بقطع رأسه .

الكثير من الناس خاطروا بحياتهم ، وذهبوا إلى المسابقة ؛ سواء كانوا أغنياء أو فقراء ؛ ومنهم مَن يفهم في اللعبة ومنهم مَن لا يفهمها جيدًا ، وهكذا أقام الملك المسابقة مع الكثيرين ؛ غير أنهم جميعًا خسروا أمام الملك ؛ فأقام عليهم حكمه القاسي بقطع رؤوسهم ، وجلس متفاخرًا بنفسه وهو يعتقد أنه لا يوجد شخص على وجه الأرض يستطيع منافسة ذكاءه .

بعد مرور عدة سنوات ؛ ذهب رجل فقير متسول إلى قصر الملك وقال أنه يريد منافسة الملك في لعبة الشطرنج ؛ ولم يفكر في شروط المسابقة والتي قد يكون بعدها موت مُحقق ؛ إذا خسر أمام الملك ، وحينما رأى الملك ذلك المتسول ؛ تعجب من هيئته الفقيرة ؛ وتأكد أنه منافسًا ضعيفًا ولن يفوز عليه.

سأل الملك الرجل الفقير قائلًا : ما الذي جعلك تفكر بأنك تستطيع منافستي ؛ وتستحق الفوز؟ ، فأجابه الفقير بكل هدوء : ما تعلمته سأقوم بفعله ، هل أنت قادر على معرفة ما سيحدث ؟

لم يستطيع الملك أن يتحدث ؛ لم يكن يتوقع أن يحدث ذلك ، أصبح يخشى من المنافسة مع ذلك الفقير الواثق من نفسه ؛ لأنه إذا خسر أمام الفقير ؛ سيخرج الفقير حيًا أمام الناس ويحصل على عُشر أملاكه ، وسيُقلل هذا من قدر الملك أمام الناس .

تحدث الملك بعد لحظات من التفكير قائلًا : سأفوز عليك في تلك اللعبة ؛ الجميع يعلمون مقدرتي على اللعب ، هل أنت تُصر على اللعب أم تراجعت ؟ ، فأجابه الفقير بكل ثقة : أنت مُخطئ يا سيدي ؛ فالعار الذي كنت تراه في خسارة أولئك البشر الذين قتلتهم ليس عارًا ؛ لأن العار الحقيقي هو قلة العمل ؛ وليس مجرد الخسارة في لعبة ، لقد حكمتَ عليهم أحكامًا غير عادلة .

نظر الملك إلى الفقير بكل احترام ، وشعر بمدى ظلمه للناس وأنه قد ارتكب جرائم كثير بحق الناس ؛ وعلم أن ذلك الفقير يتميز بالحكمة والعلم والرحمة ؛ مما جعله يمنحه تاج الملك الخاص به ؛ ثم أعطاه ملابسه الخاصة بالحكم ، وجعله ملكًا بدلًا منه ، وكان أول حكم اتخذه الملك الجديد هو السجن مدى الحياة للملك السابق ؛ بسبب جرائمه ضد الناس ، وازدهرت المملكة في عهد الملك الجديد ، وبعد بضع سنوات قرر الملك إطلاق سراح الملك السابق ؛ لأنه تأكد من صدق توبته ونيته الحسنة .