قصة الثور الغبي والثعلب الذكي

اتفق الصديقان الثعلب صغير الحجم والثور الكبير ذو القرنان الكبيران ، على قضاء يوم يتنزهان فيه في أنحاء الغابة الخضراء ، كان الثعلب ذكيًا مراوغًا ماكرًا وكان الثور مع ضخامته غبيًا بليدًا ، انقضى نصف اليوم واشتدت حرارة الشمس ، فشعر الصديقان بالعطش الشديد فقرا معصا البحث عن ينبوع ماء يرويان منه ظمأهما .

فانطلقا يفتشان هنا وهناك حتى أتعبهم البحث وفجأة عثرا على بئرٍ قديمة وسط الغابة ، فما كان منهما لشدة عطشهما إلا أن رمى نفسهما فيها ، وراح يشربان حتى ارتويا ، ولما نال كل واحد منهم حظه من الماء نظر كل واحد منهم للأخر وقال كيف لنا أن نخرج من هنا أظن أننا عالقان ، مرت الدقائق وكل الثور فيها صامتًا بليدًا ، وكان الثعلب يفكر في وسيلة للخروج .

وفجأة قال للثور أسمع يا صديقي لن نبقى هنا طوال اليوم ، لدي فكرة ستنقذنا معًا هيا قف أنت على قدميك الخلفيتين أيها الثور العظيم وأسند قدميك الأماميتين لجدار البئر ، فأصعد أنا ، وأنا خفيف ثم أعتلي قرينيك وأقفز بسرعة إلى الخارج ، ولو أصبحت خارجًا ذهبت وأحضرت بعض الأصدقاء لكي يساعدوك على الخروج من هنا .

سُر الثور بكلام الثعلب وقال له إنك في غاية الذكاء لم تكن لتصدر تلك الفكرة في رأسي أبدًا ، ثم فعل كما طلب الثعلب ، وقال هيا انطلق يا صديقي الذكي هيا وساعدني بعد ذلك ، صعد الثعلب وهو يمني صديقه بالخلاص ثم صعد على قرينيه وقفز خارجًا ، ثم إنه جلس على حافة البئر وقال ضاحكًا لن تخطر هذه الفكرة في رأسك ، نعم لأنه لا رأيك لك ، فلو كان لك رأي ما رميت بنفسك في البئر منذ البداية ، قد خرجت أنا ونجوت وما عليك الآن إلا أن تنجو بنفسك وداعًا يا صديقي الكبير ، وتركه الثعلب ومضى ، ولم يسلم الثور من مكر الثعلب وخداعه .

من قصص كليلية ودمنة ..