يُحكى أن أمير منطقة تينغ زدا بالصين القديمة كان على وشك أن يتوج ملكًا ، وكان من شروط التتويج حسب القانون الصيني أن يتزوج الأمير ، ولهذا فكر الأمير في اختيار زوجته المستقبلية ، وكان عليه أن يجد الفتاة المناسبة التي تستحق ثقته وحبه ، فنصحه الحكماء بدعوة كل فتيات المنطقة لحفل ملكي حتى يختار من بينهن .
وكانت تعمل في القصر الأمير خادمة عجوز حزنت لذلك أشد الحزن ، فهي تعلم أن ابنتها تكن حبًا دفينًا للأمير ، ولما عادت العجوز إلى بيتها أخبرت ابنتها بأمر دعوة الأمير ، فقالت لها ابنتها : إذن سأحضر ذلك الحفل وأكن من بين المتقدمات .
فتفاجئت أمها من قولها وقالت بيأس : وماذا ستفعلين هناك يا بنيتي ، فالدعوة ستكون لأغنى الفتيات وأجملهن ، كفاك جنونًا يا بنتي وارضي بالواقع حتى إن كان مؤلمًا ، فقالت الفتاة : يا أمي هذا ليس بجنون ، أنا أعرف جيدًا أنه لن يتم اختياري ولكن قربي من الأمير ولو لحظات بسيطة سيجعلني أكثر سعادة ، دعيني أجرب قدري وأسعد حتى لو قدرًا قليلًا .
وبالفعل أخذت الفتاة في الاستعداد وأحضرت ثوبًا رائعًا ببعض النقود التي كانت تدخرها ، وفي المساء حينما وصلت إلى الحفل كانت من أجمل الفتيات اللاتي وصلن وهن في أروع الملابس والحلي ، وما هي إلا دقائق معدودة ودخل الأمير محاطًا بحاشيته وفي نهاية الحفل أعلن عن بدء مسابقة من خلالها سيختار الملكة المستقبلية التي ستكون زوجته .
وقال لكل الفتيات اللاتي حضرن : سوف أعطي لكل واحدة منكن بذرة تزرعها ، وبعد سنة أشهر من تأتيني بأجمل زهرة ستكون إمبراطورة الصين المقبلة ، ووسط كل الفتيات حملت الفتاة الفقيرة بذرتها وعادت إلى بيتها .
وهناك زرعتها في أصيص من الفخار ، وأخذت تهتم بها وترعاها حتى تنمو وتكبر ، لكن دون فائدة فقد مرت ثلاثة أشهر ولم يحدث شيء ، فسألت الفتاة الكثير من المزارعين فعلموها طرقًا مختلفة ، ولكن لم تجدي منهم أي طريقة نفعًا .
فقد انقضت الستة أشهر دون أن ينبت في أصيصها أي شيء ، ورغم ذلك ذهبت في الوعد المحدد مثل بقية الفتيات ، فقد كانت تعلم أن بذلت قصارى جهدها وفعلت ما في وسعها حتى وان لم تنبت زهرتها .
وحينما حلت اللحظة المناسبة دخل الأمير ونظر لكل المتنافسات بعد أن رأى الورد الحمراء والصفراء والبيضاء الجميلة بين يديهن ، وتوقف فجأة أمام الفتاة الفقيرة وقال : هذه هي الإمبراطورة الجديدة وزوجتي التي اخترتها .
فتعجبت الفتاة واحتجت بقية الفتيات من حولها : وقالوا : كيف تختارها وهي لم تزرع شيئًا ، ففسر الأمير لهم سبب اختياره لتلك الفتاة ، وقال لهن : لقد زرعت وحدها الزهرة التي تستحق بها أن تكون زوجتي .
زهرة الشرف فكل البذور التي أعطيتكن إياها كانت عقيمة ولا يمكن أن تنمو بأي طريقة ، فكيف نمت ؟ ، ولهذا لن أمنح ثقتي سوى لهذه الفتاة التي لم تخالف ضميرها ، وهكذا صارت ابنة الخادعة إمبراطورة الصين حينها .