قصة خصام الأزهار

في إحدى الحدائق العامة المزهرة ، نمت وتفتحت ثلاث زهرات مختلفة الألوان ، داخل جدول واحد ، واحدة حمراء ، وأخرى سوداء ، والثالثة بيضاء ، وكانت كل واحدة تفاخر وتزهو بلونها على الأخرى.

تفاخر الزهرات :
قالت الزهرة السوداء إن لوني الخمري الأسود أجمل الألوان ، وقالت الزهرة البيضاء : إن لوني الأبيض النقي هو الأجمل ، وقالت الزهرة الحمراء : إن لوني الأحمر المثير لا مثيل له .

الفتاة العازفه والهرة :
وكانت بالحديقة فتاة تمسك بقيثارتها وتعزف ، وإلى جانبها هرتها الصغيرة ، وعندما ارتفع صوت الخصام بين الزهرات ، أمسكت الفتاة عن العزف وأخذت تنصت هي وهرتها إليهن .

سخرية وعتاب :
ثم انفلتت الفتاة ضاحكة ، فكشرت الزهرة السوداء ،وقالت : لماذا تضحكين ؟.. ألا تصدقين أنني الأهم ؟.. وأنني الأجمل ؟.. فهل لعينيك أهمية أو جمال لولا اللون الأسود بهما ؟ وقالت الزهرة البيضاء : وهل لابتسامتك جمال لولا بياض أسنانك ؟… وقالت الزهرة الحمراء : ولولا تدفق اللون الأحمر في عروقك ما توردت وجنتاك ، ولا رأت عيناك ولا ابتسمت شفتاك !.. ألست أنا الأهم والأجمل ؟ ، الأولى بكي يا فتاة أن تحكمي بيننا ، بدل من أن تضحكين منا ..

أنتن مثل فاكهه :
قالت الفتاة : إنني أتعجب من أمركن ، فأنتن تعشن متجاورات في جدول واحد ، وغذائكن واحد ومع ذلك ، كل واحدة منكن تريد أن تتعالى على الأخرى ، أما حكمي بينكن فإنني أراكن مثل الفاكهة ! ، وإن اختلفت في لونها وطعمها إلا أنها كلها لذيذة ، وقالت الهرة مؤكدة كلام صاحبتها : أما أنا فقد أكلت لحم الفأر الأبيض والفأر الأسود ، والفأر الأحمر فوجدتها كلها لذيذة ، ولا فرق بينها .

التسامح والتصالح :
فكرت الزهرات الثلاث فيما قالت الفتاة وهرتها ، ورأت أن لكل واحدة منهن قيمة تساوي قيمة أختها وأنه من الخطأ أن تفتخر إحداهن على الأخريات ، لمجرد اختلاف الألوان ، فانعطفت كل واحدة على أختها ، آسفة معتذرة ، حينها هب نسيم شرقي يدغدغ الأزهار ، ويدعو إلى الرقص لبدء حفل التسامح والمصالحة ، وما كان من الفتاة إلى أن ترفع قيثارتها إلى حضنها ، وتعاود العزف مرة أخرى ، أما الهرة فقد كانت ترقص على رجلين اثنتين .