يُحكى أن أحد الحكام الصينيين أراد اختبار شعبة ومعرفة أحوالهم ، هل يلجئون لفعل الصواب ، أم أنهم يكتفون بالطموح إليه ، أم أنهم لا يبادرون بشيء ويدعمون الخطأ دائمًا ؟ ، فجاء بصخرة كبيرة ووضعها على أحد الطرق الرئيسية ، فأغلقه تمامًا حيث أعاقت تلك الصخرة مرور الشعب ، وانتظر الحاكم ليرى ردة فعلهم جميعًا كيف ستكون ؟
فعين حارسًا عليها ليراقبها وهو مختبئ خلف شجرة ، ويدون ما يفعله الناس عند مرورهم بها ومن ثم يخبره بكل ما حدث ، وبالفعل بدأت الناس تتوافد على ذلك الطريق منذ أول يوم ، فمر في البداية تاجر كبير بالبلدة له من المكانة وذيوع الصيت قدر كبير ، فنظر إلى الصخرة باشمئزاز ، وأخذ ينتقد من وضعها بصوت عالٍ .
وأخذ يهدد ويتوعد الفاعل بالشكوى والعقاب ، وبعد انصرف دون أن يفعل شيء أخر ، وبالطبع كان الحارس يشاهد ما يحدث وظل هكذا حتى مر رجل ثاني ، وكان هذا الرجل يعمل في البناء ففعل نفس ما فعله التاجر ، وأخذ ينتقد واضع الصخرة ولكن بصوت أقل علو من الصوت الذي كان يتحدث به التاجر ، فقد كان أقل منه مكانًة ومالًا .
وبعدها انصرف البناء في هدوء حتى قدم ثلاث أصدقاء معًا ، كانوا يبحثون عن ذاتهم وهويتهم في الحياة ، فوقفوا إلى جانب الصخرة وهم ينتقدون وضعها ويسخرون من وضع بلادهم وسوء التنظيم فيها ، ودللوا على ذلك بوجود تلك الصخرة التي اتهموا واضعها بالجاهل والفوضوي ، ومثل سابقيهم انصرفوا دون أن يفعلوا شيء .
وبعد مرور يومين قدم فلاح من الطبقة الفقيرة ليمر من ذلك الطريق ، ولكنه حينما رأى تلك الصخرة التي تسد الطريق لم يتكلم ، وإنما شمر ساعديه وحاول دفعها ، وأخذ يطلب المساعدة من كل من يمر ، حتى استطاعوا جميعًا تحريك الصخرة من مكانها ، ودفعوها بعيدًا عن الطريق ، ولما رأى الحارس ذلك أسرع إلى الحاكم وأخبره بما كان .
وبمجرد أن أزاح الفلاح الصخرة وجد صندوقًا أمامه ، به قطع كثيرة من الذهب ورسالة مكتوب فيها : من الحاكم إلى الشخص الذي يتقدم ويزيل تلك الصخرة ، هذه مكافأتي لك لأنك شخص ايجابي تبادر بحل المشكل بدلًا من الشكوى والصراخ ، وهكذا دائمًا تكن نتيجة الشخص الجيد الذي يعمل في صمت ويحاول جاهدًا الاستفادة من قدراته دون أن يتأفف من العوائق والعواقب الكثيرة التي تواجهه .