Site icon ترند بالعربي – Trend Bel Arabi

قصة عجلة البحر المجمدة

ذات مرة كانت هناك عجلة بحر صغيرة تشعر بالبرد الشديد مما جعلها تريد الرحيل بعيدًا عن ذاك القطب الشمالي الذي كانت تعيش به مع رفقاءها من العجول ،  فكانت عجلة البحر تفكر في الذهاب إلى مكان أكثر دفئًا مما جعل الجميع يسخرون منها متسائلين :

إلى أين كانت لتذهب تلك الصغيرة ؛ فالأماكن الدافئة بعيدة جدًا ، أخبرت الأم صغيرتها أنها ستستطيع التعود على العيش في القطب الشمالي مثل باقي الحيوانات ، ولكن الصغيرة كانت تقول : أريد أن أبحث عن الدفء ..

وكانت أمها دائمًا تنهي الحوار معها بنفس الطريقة وهي تحاول أن تقنعها أنها ستتعود على هذا الوضع مثل الآخرين ، وكانت تتساءل الصغيرة دائمًا : لما لا أذهب إلى مكان أكثر دفئا ؟ إنه مجرد مكان ألا يوجد مكان ؟! ، وذات يوم شديد البرودة خلال فصل الصيف حيث ذوبان الجليد بالقطب الشمالي ، الذي يتمتع بالجليد والبرودة طوال العام ؛ قررت العجلة الصغيرة الهروب للبحث عن مكان أكثر دفئًا .

ولكن بعد قليل من خروجها تنبهت إلى وجود حيوان ضخم جدا كان يريد أن يأكلها ؛ فاستطاعت الاختفاء بعيدًا عنه متسائلة : ما هذا ؟.. لقد حذرتني أمي من وجود حيوانات ضخمة وجائعة هنا لقد كان حوتا ، هكذا أجابها أحد الطيور المائية الذي كان يعبر بجوارها ؛ فقالت الصغيرة : إذن كان ضخما .. شكرًا صديقي الطائر ، وفي اليوم التالي خرجت العجلة في خفية دون أن يراها أحد للبحث عن شاطئ جليدي آخر لكي تستطيع الهرب ، ولكنها عادت مجبرة حينما رأت كائنات شكلها غريب ذات كفين تحملان أداة غريبة .

وكادت أن تراها إلا أنها أخذت حذرها في نفس التوقيت واستطاعت الاختفاء بعيدًا عنهم ؛ وتساءلت مرة أخرى : ما تلك الكائنات الغريبة ؟! ، أجابها الطائر الذي كان يحلق بالقرب منها قائلًا : إنهم الصيادون المختبئون ليستطيعوا الصيد ، ثم تساءلت العجلة متعجبة : هل تتبعني أيها الطائر؟

أجابها الطائر :
لا أيتها العجلة الصغيرة ، فقط كنت أطير محلقا فوق هذه المنطقة ورأيتهم يمرون من هنا .. ألم تخبرك أمك مسبقًا عن الكائنات الخطيرة الموجودة بالخارج ؟ ، أجابت العجلة قائلة في تعجل : كانت أمي تحذرني لكنها لم تشرح لي الكثير ، ثم ذهبت العجلة وتركت الطائر وهو يتحدث .

وفي اليوم التالي عاودت العجلة الصغيرة محاولة الهروب عن طريق البحر ، ولكنها انتظرت هذه المرة حلول الليل معتقدة أنه لن يوجد قناصون أو صيادين ؛ ولكن ما لم تره هو ذاك الدب القطبي الذي كان يتبعها وذهب منطلقا خلفها في الماء حتى يصطادها ، وحينما قاربت الوصول إلى مكان يستطيع أن يصطادها شعرت بالحنين إلى منزلها الذي تركته ؛ حينها شعرت به خلفها ثم رأته يراقبها إلا أنها استطاعت الهروب من ذاك الكائن المليء بالشعر .

وصلت الصغيرة إلى منزلها متعبة للغاية ؛ فسألتها أمها عما حدث معها ؛ فأجاب : حدث ما حدث إنها قصة مثيرة ؛ فهناك من يطارد حلمي حيث كاد أن يأكلنني حوت ضخم ، وكاد أن يلتقطني بعض الصيادين المختبئين ، ومنذ قليل كاد أن يلتهمني حيوان أبيض اللون ذات شعر غزير ، فسألتها الأم : أكان هذا الحيوان هو الدب القطبي ؟

أجابتها صغيرتها : كيف سأعرفه إذا كنتِ تقضين اليوم موجهة لي النصائح وأنتِ غاضبة من حديثي ؟ ، إذن عليكِ أن تكوني مطيعة ، إذن أريد أن أفهم كل الأشياء ، أنتِ تريدين فعل ما تقولين ، فتساءلت الصغيرة في حزن : لماذا ؟ .. لماذا قلتِ لا ؟

فأجابت الأم : لأنني أعرف أكثر وأعلم ما هو مناسب ، فتساءلت الصغيرة مرة أخرى : إذن اشرحي لي لماذا أشعر بهذا التجمد والشيء الوحيد الذي أستطيع أن أفكر به هو الرحيل من هنا ؟ ، احتضنت الأم صغيرتها ثم أخبرتها عن كل المخاطر التي في انتظارهم بالخارج ؛ ثم أكملت حديثها قائلة : لذلك لن نستطيع أن نواصل حياتنا في جو حار ، ومن المهم أن نستمع بجدية إلى نصائح الكبار الذين يمتلكون خبرات أكثر في الحياة .

إذن لن أستطيع أن أحقق حلمي أبدًا ؟ ، يا صغيرتي هناك أحلام بعيدة لا يمكن أن نصل إليها نظرًا لطبيعتنا الخاصة ، لكن إذا أردتِ المحاولة فيجب عليكِ التفكير أكثر فيما تفعلينه وما تعرفينه عن المخاطر والصعوبات التي ستواجهكِ .

شكرا يا أمي لأنك شرحتِ لي ما لم أفهمه ، والآن عرفت ما سأفعله ، فسألتها أمها قائلة : ماذا ستفعلين إذن ؟ فأجابت العجلة الصغيرة في حماس : سأصنع قاربًا ، ما إن لم يكن هناك شيء آخر ؛ فهناك طائر مائي أصبح صديقي ومتأكدة أنه سيساعدني..

قصة مترجمة من أدب الأطفال الإسباني
عنوان القصة : la foca friolera

Exit mobile version