اجتمعت الحيوانات حول الأسد وشرح لجميع ماذا عليه أن يفعل ، وقال للفيل أن ضخم الجثة وقوي وسوف تحارب في المقدمة ، ثم قال للثعلب أنت لكونك أكثر الحيوانات خداعًا سوف تساعدني في وضع خطط المعركة ، وقرر الأسد ملك الغابة يومًا ما أن يعلن الحرب على البلاد المجاورة .
وكما يفعل الجميع في هذه الظروف ، أصدر الأسد مرسومًا يقضي بالتعبئة العامة ، وقال أريد أن يأتي أبناء رعيتي كلهم دون أي استثناء عليهم أن يشاركوا فيها ، فالأمر أمرُ الأسد الملك وعلي الرعية أن تطيع الأمر ، وجاء الجميع صغارًا وكبارًا ، فقد أخبرهم الأسد أن لكل واحد منهم دورًا خاصًا يلعبه في هذه الحرب ولبى الحيوانات النداء .
ولما اجتمعت الحيوانات مع الأسد وحاشيته شرح الأسد لكل واحد منهم ما الدور الذي يجب عليه أن يلعبه بتلك الحرب ، قال لفيل ستحارب في المقدمة وتدافع عن الآخرين ، وقال لثعلب ستساعدونني في خطة الحرب ، وقال للقرد أنت بما إنك ماكر وساخر ستساعدني في الإيقاع بالعدو ، وقال لـ الدب بما إنك قوي ورشيق سوف تجتاز الأسوار حين نحتل القلاع ، وطلب من الأرانب والحمار أن يتقدموا ليظهروا أنفسهم .
فقال الوزراء للملك إن هذه الحيوانات لا تجدي للحرب نفعًا الأرانب البرية خجولة وجبانة والحمار غبي ، لنعدها إلى الغابة أيها الملك ، فقال الملك بالتأكيد لا للحمار نهيق أشد من زئيري ، سوف يكون بوقًا مثالي لتجميع الجنود ، أما بالنسبة للأرنب البري فهو عداء ممتاز وسوف يحمل الرسائل من جهة إلى جهة أخرى ، وبما أن الأسد حكيمًا قال ليس هناك من حيوانات دون منفعة يكفي أن يستخدم كل منهم حسب نوعيته وخدماته المناسبة .
مغزى القصة : أن لكل مخلوق في الأرض مهمة خلقه الله من أجلها مهما صغر حجمه .
من قصص كليلة ودمنة .