قصة الثعلب القاضي

أعلى أشجار الغابة الواسعة كان يسكن حمامة بيضاء وغرباء أسود ، كل منهم على غصن من الأغصان ، وقد اعتادوا على الشجار دائمًا من الصباح إلى المساء ، لأن طائر الغراب كان يعتقد أنه أجمل من الحمامة ولكن الحمامة كانت تدرك أنها أجمل منه ولهذا لا يمكن أن تدوم صداقتهما تدوم أكثر من ساعة ويعود النزاع من جديد .

وفي صباح أحد الأيام مر من تحت الشجرة ثعلب قد اشتد به الجوع ، وكان يبحث عن طعام لكي يأكله في الغداء ، ولما سمع شجار الطائرين توقف وأنصت لهما ثم نظر إليهما وقال صباح الخير أيها الطائران الرائعان ، ما سبب خصامكما ، فقال له الغراب إن الحمامة تدعي أنها أجمل مني وقالت له الحمامة الغراب الأشرس يظن أنه أجمل مني ، فتبسم لهما الثعلب ابتسامة تحمل ورائها مكرًا وقال يا صديقين يمكنكم إذا أردتم أن تحكماني بينكما فأنا خبيرُ في الجمال وليس لدي مانع من مساعدتكما .

فقال الحمام نعم قل الحق وأحكم بيننا ، ثم قال الغراب هيا احكم أي منا الأجمل ، ثم قال الثعلب أرجو أن أكون عادلًا في حكمي وأن تسمحي لي بأخذ بعض الريش من كل منكما لكي أفحصه جيدًا ومن ثم أقوم بإصدار حكمي ، ثم نزل الطائران إلى الأرض ، وأخذ الثعلب ينزع الريش عن جسم كل طائرٍ منهم قليلًا قليلًا حتى أصبحا عاريين تمامًا من الريش ، وصار كل منهم ينظر إلى الأخر بدهشة.

ثم قال لهما الثعلب أيها الأحمقان لقد خدعتكما وسخرت منكما ، أنا أجمل منكما وسوف تكونان غدائي بهذا اليوم ، خاف الطائران وحاولا أن يطيرا من أمام الثعلب ولكنهما كانا بلا ريش وانقض عليهما الثعلب وأكلهما .

من قصص كليلة ودمنة حكايات عبر الزمان .