قصة الأرنب والسيف والذئب

يحكي أنه ذات يوم خرج الأرنب باحثًا عن عشب يأكله ، لأنه كان يعرف أن عليه أن يسعى للعمل ليأكل ويعيش ، وبعدما وجد طعامه وأكل وشبع جلس يرتاح تحت إحدى الأشجار بجوار النهر ، وقد ظهرت بعض حبات العرق على وجه الأرنب نتيجة تعبه في البحث عن طعامه .

فقال لنفسه إن لذة الحياة في التعب من أجل لقمة العيش ، الحمد لله الذي رزقني الرزق الحلال ، ولم يتبقى إلا أن أجد الشجاعة حتى لا أخاف من الذئب الشرير الذي يطاردني في كل مكان .

وبينما هو يتحدث هكذا سمع صوتًا يناديه أيها الأرنب المؤمن هل تبحث عن السعادة ؟ وهل الذئب يطاردك ؟ ، قال الأرنب من المتكلم ؟ ، وتلفت حوله فلم يجد سوى سيف صغير عند جذع الشجرة ، فقال الأرنب أنت أيها السيف هل تكلمني ؟ .

قال السيف نعم لقد سمعتك وأنت تحمد ربك على فضله ورزقه ، وترجوه أن ينجيك من الذئب الشرير الذي يطاردك فهل مازلت خائف من الذئب ؟ ، قال الأرنب نعم إنه يطاردني في كل مكان ويريد أن يأكلنني ، وليس أمامي طريق إلا أن أسعى لاكتساب الشجاعة التي يقولون عنها ، ولو كنت أعرف طريقها أو كم ثمنها لاشتريتها فورًا .

فقال السيف أنا سأهبك الشجاعة التي تبتغيها ، ولكن لي عندك طلب صغير ، لا تتخلى عني في وقت الشدة ، قال الأرنب في فرح حمدت الله فوهبني الرزق ودعوته فأعطاني هذا السيف الصغير الذي سوف يوصلني للشجاعة ، شكرًا لله  وشكرًا لك أيها السيف ، وأعدك ألا أتخلى عنك .

فقال السيف هيا بنا إذن نبحث عن الذئب الشرير ، وأمسك الأرنب السيف وانطلقا يبحثان عن الذئب ، وكان الأرنب يقفز وهو فرح مسرور ، وفجأة سمع صوت الذئب وهو يطلق صرخة كبيرة ومزعجة ويقول للأرنب سوف آكلك حالًا ولن أترك منك شيئًا .

ولما سمع الأرنب صوت الذئب بدأ يرتجف خوفًا فوقع السيف من يده ، فقال له السيف أمسك بي جيدًا ولا تخف حتى تواجه الموقف ، ولكن الأرنب من شدة خوفه نسي وعده للسيف ألا يتخلى عنه وقت الشدة ، وظل يرتعش والسيف يقول له ، ألم تعدني ألا تتخلى عني وقت الشدة .

فقال الأرنب وهو يركض أبتعد عني الآن ، فضحك الذئب لما رآه ونظر للسيف وهو يقول لا عهد لجبان ، فقال السيف وأنت ما شأنك ، فقال الذئب كان يجب أن تختار أولًا .

فقال له السيف عجبت لأمرك تقول لا عهد لجبان وأنت غادر ومكار ، وبينما كان الأرنب يركض تذكر وعده للسيف وقال لا يجب أن أعد بشيء ولا أفي به ، وعاد يمسك السيف ، ويعتذر له ، فلما رأى الذئب الأرنب يواجهه ويمسك السيف في شجاعة وبدون خوف ، خاف وهرب بعيدًا وعاش الأرنب في أمان .