قصة طارق والفئران

طارق طفل صغير ، كان يكره الفئران ، فقد سبق وأخبرته والدته أن الفئران تتسبب في نقل العديد من الأمراض أينما حلوا ، ولذلك كان طارق يخاف الفئران كثيرًا ، وقد سبق وشاهد طارق أكثر من مرة فئران في المبنى الذي توجد فيه شقة أسرته ، وقد اعتاد والد طارق أن يطلب من حارس المبني أن يتخلص منهم .

بالفعل أحضر حارس المبنى عدد من الأقفاص الحديدية ووضعها في أركان المبنى ، وقامت والدة طارق بصنع أقراص من القمح ووضعتها داخل الأقفاص ، ولكن على الرغم من ذلك لم تمسك الأقفاص بأي فأر .

لكن طارق قد سبق له وقرأ أن الفئران تنجذب إلى الجبن ، ولكن الجبن في المدينة التي يسكن فيها طارق كانت غالية الثمن ، وحين أخبر والدته قالت له أن الأغنياء فقط هم من يمكنهم شراء الجبن كطعم للفئران ، حينها لم يستطيع طارق قول شيء .

في نفس الأثناء بدأت مشكلة الفئران في المبنى تصبح أسوء كل يوم ، فقد اعتادت الفئران أن تتمشى دون خوف في كل أرجاء المكان ، وكان جميع الأطفال بالمبنى في حالة رعب من الفئران .

أخيرًا تقرر عقد اجتماع لسكان المبنى من أجل مناقشة المشكلة ، وحينها قرر الجميع أنه يجب أن المبنى يحتاج إلى قطة لحل مشكلة الفئران ، وسرعان ما تم إحضار قطة وتركت في المبنى .

ولكن على الرغم من ذلك لم تتمكن القطة أيضًا من حل مشكلة الفئران ، ولم يعرف السكان كيف يتصرفون في هذه الكارثة ، في أحد الأيام وأثناء صعود طارق على السلم للوصول إلى شقته ، رأى الفئران تخرج من شقته فشعر بالفزع ، ولكنه قرر أن يتصرف بشجاعة فحرك يده بقوة ، حينها شعرت الفئران بالخوف وهربوا على الفور إلى الشقة المجاورة .

حين أخبر طارق والدته بما رأى بدأت تبكي بشدة ، حينها شعر طارق بالحزن ، مر أسبوع على هذه الحادثة وكانت اختبارات طارق في المدرسة تقترب ، وكان طارق يدخل يوميًا إلى غرفته ليذاكر دروسه ، ويرفض أن يغادر قبل أن ينهي ما لديه ، حتى أنه كان يتناول العشاء في غرفته .

في أحد الليالي كان طارق يتناول العشاء في غرفته ، وكانت النافذة بجواره مفتوحة ، شعر طارق بنسمة هواء تدخل من النافذة ، فترك طعامه ليستمتع بالهواء ، حينها نظر إلى النافذة وشاهد شيء غريب ، رأى أمامه فأر ضخم لونه بني وأسود يقفز من الحافة إلى النافذة ، حينها سقط الفأر داخل غرفة طارق الذي حاول أن يلتقط أنفاسه بصعوبة .

أختبئ الفأر خلف الأريكة مما جعل طارق يقفز على سريره ويصرخ من أجل أن يساعده أي أحد ، لم يكن بالمنزل إلا الخادم الذي يهتم بالمنزل أثناء غياب والدي طارق ، والذي أخذ وقتًا طويل حتى يصل إلى طارق ، وحين أخبر الخادم بدأ في التصرف على الفور .

أمسك بالمكنسة وأدخلها خلف الأريكة فقفز الفأر من جديد إلى النافذة وهرب من الغرفة ، وقبل أن يتمكن طارق من النطق أختفى الفأر تمامًا ، حيث أن الظلام كان دامس في الخارج .

كان طارق مصعوقًا مما حدث ، وشعر بالخجل من نفسه حين رأى الخادم يتصرف بهدوء تام ، ومنذ ذلك اليوم طلب طارق من والدته أن تترك النافذة مغلقة دائمًا في المساء ، وكان طارق حزين ولذالك كان يأكل القليل كل يوم ، وبالتالي فقد الكثير من الوزن ، مما جعل والديه في حالة قلق شديد عليه .

في أحد الليالي شعر طارق بالعطش ، توقف حين رأى الخادم يقطع بعض قطع الخبز واللحم ويلقي بها في المبنى ، وحين رأى الخادم طارق يدخل إلى المطبخ توقف تمامًا وخرج من المطبخ على الفور ، وعلى الرغم من أن الظلام حينها قد بدأ يحل ، ولكن طارق تمكن من رؤية عدد من الفئران .

كانت الفئران تجري لالتقاط ما ألقاه الخادم لهم من طعام ، ولم تكن الفئران خائفة أو أي شئ ، مما ترك طارق في حالة من الصدمة ، حيث أن طارق أردك أن الخادم في منزله وباقي الخدم الآخرين في المبنى هم السبب في وجود الفئران .

فقط الخدم هم من يلقون بالطعام للفئران من المنازل التي يعملون بها ، كان الطعام الذي يلقيه الخدم يطعم الفئران والغربان ، ولهذا السبب لم تعد الفئران خائفة من سكان المبنى ، قرر طارق أن يخبر والديه بما رأى ، وبالتالي أخبر والديه الجيران .

حينها تقرر عقد اجتماع جديد لسكان المبنى ، وتقرر في الاجتماع أن يتم معاقبة كل الخدم بالمنازل ، بسبب إطعامهم للفئران عن طريق دفع غرامة وتوجيه تحذير قوي لهم ، في خلال أسبوع واحد من القرار اختفت كل الفئران من المبنى والمكان كله ، وشعر كل الأطفال ومن بينهم طارق بالأمان وعادوا من جديد لحياتهم الطبيعية بين اللعب والمذاكرة.

مترجمة عن قصة : Tikku And The Rats