Site icon ترند بالعربي – Trend Bel Arabi

قصة جزاء الحمار الكسول

كان يقيم في إحدى البلدان عامل نشيط ، ولديه حمار كسول وكان العامل يذهب كل يوم لنقل البضاعة إلى سوق البلدة ، ويبيعها وما يحصل عليه من المال ، يقوم بشراء بضاعة جديدة يسلمها إلى صاحب المزرعة ، وفي يوم من الأيام الجميلة خرج العامل النشيط من منزله ، ممتلئ بالحماسة والطاقة لبدأ العمل .

حلم الحمار الكسول :
كان في ذلك اليوم على العامل أن ينقل تحفة ثمينة ، إلى سوق البلدة ولإتمام عمله لجأ إلى حماره الكسول ، والذي كان نائماً نوماً عميقاً وحاول العمال إيقاظه ، لكن لم يستطيع فلم يكن يعلم أن الحمار غارقاً في حلم جميل ، حيث كان الحمل يحلم أنه صاحب منزل جميل وكبير ، ويأكل كل ما يطيب له من فاكهة وخضروات .

بل وكان لديه جرساً كلما دق به يأتي العامل النشيط ليخدمه ، وما أن استيقظ الحمار الكسول حتى وجد العامل النشيط ، يصيح به ويوقظه ويطلب منه أن ينهض لبدء العمل ، وأخبره أنه يجب عليهما العمل بجد ، وإلا لن يستطيع توفير سبل العيش لكلاهما ، بل وأخبره بمهمة اليوم ، وهي نقل التحفة الثمينة إلى البلدة .

نقل التحفة الثمينة :
نهض الحمار أخيراً وحمل على ظهره التحفة الثمينة ، وهو يئن ويتذمر واتجه إلى سوق البلدة ، وفي الطريق مر الاثنان برجل من سكان البلدة ، وما أن رأى التحفة حتى نزع قبعته ، ليعبر عن شكره للعامل النشيط لكن الحمار الكسول ، لم يفهم سبب تصرفه.

وكان أحد رجال السوق يخبر أهل البلدة ، أن العامل قد وصل إلى السوق ، ومعه التحفة الثمينة ، تطلع الناس لرؤية تلك التحفة الثمينة ، التي انتظروها كثيراً حتى شكروا الله على وصولها ، لكن لم يفهم الحمار سبب تصرفهم أيضاً .

بل أصابه الغرور وراح يفكر أن أهل البلدة ، يتصرفون بهذا الشكل لأنهم يحيونه ، وعاد الحمار للأحلام وراح يحلم ، أنه أصبح سيد القصر وان الناس تنتظر إشارة منه للتحرك ، وعندما رأى العامل الحمار ينظر للناس متعالياً ، أخبر العامل حماره أن تلك التحفة الثمينة ، التي يحملها تمثل تراث أثري ، لتلك البلدة وأن أهل البلدة كانوا في انتظار تلك التحفة .

واصل الحمار سيره حتى وصل إلى قصر البلدة ، التي سيوضع بها التحفة الثمينة وحصل العامل ، على مبلغ من المال وذهب إلى السوق لشراء أكياس الملح الكبيرة ، والتي طلبها صاحب المزرعة ، فحمل الحمار أكياس المال الثقيلة على ظهره ، وكان عليه أن يعبر الحمار ، والعامل بحيرة صغيرة حتى يصل إلى المنزل .

الحمار اللئيم يؤذى صاحبه :
طلب العامل من الحمار أن ينتبه أثناء عبور البحيرة ، حتى لا تلمس أكياس الملح الماء وتذوب بها لكن نزل الحمار الكسول البحيرة ، وظل يتمايل يميناً ويساراً حتى يخترق الماء أكياس الملح ، ويذوب الملح فتخفف من حمله الذي يحمله على ظهره .

وما أن وصل العامل للضفة الاخرى ، حتى أكتشف أن الملح قد ذاب في البحيرة ، وأصبحت الأكياس فارغة ، وسار الحمار فرحاً لأنه لم يحمل شيئاً ، وما أن وصل العامل إلى صاحب المزرعة ، أبلغه بالحقيقة .

غضب منه صاحب المزرعة وهدده بالرفد ، من عمله ووعده بفرصة أخيرة وهي نقل أمتعة من الإسفنج إلى البلدة ، وحملها إلى السوق ، وفي اليوم الثاني أستيقظ العامل النشيط ، وقام بربط الإسفنج على ظهر الحمار ، وسار الحمار في طريقه للسوق ، وكان فرحاً لان الإسفنج كان خفيفا الوزن.

جزاء الحمار الكسول :
وصل الحمار والعامل إلى البحيرة ، وأخبر العامل الحمار أن عليه أن ينتبه ولا يدع الماء يتخلل الإسفنج فيمتصه ، ويثقل وزنه ويفسد الإسفنج وكان الحمار الكسول يريد أن يؤذي العامل ، لأنه يعلم أن فسد الإسفنج سيرفد من العمل ، ولن يحمل الاغراض كل يوم.

فتمايل الحمار في الماء ، حتى اخترق الماء الإسفنج وتشرب الإسفنج بالماء ، وثقل وزنه جداً حتى لم يعد الحمار قادراً على النهوض ، وغرق الحمار الكسول في البحيرة ، ولن يتمكن العامل من إنقاذه ، نظراً لوزنه الثقيل .

Exit mobile version