تعتبر مسرحية ترويض الشرسة واحدة من روائع الأدب العالمي الخالدة ، للمؤلف العظيم وليم شكسبير ، والتي منها تم اقتباس فيلم آه من حواء ، وتتناول تلك الرواية طبيعة المرأة المتقلبة التي تجتمع بها المتناقضات .
كبطلة الرواية كاثرين الجميلة التي رغم رقة ملامحها وعذوبة صوتها ، ينعتونها بالشرسة بسبب انفعالها الدائم وتكسيرها للأشياء ، ورفضها لكل من يتقدم للزواج منها ، ولكن في النهاية يأتي من يستطيع ترويض الشرسة .
نبذة عن المؤلف :
وليم شكسبير شاعر وكاتب مسرحي شهير ترجمت أعماله إلى العديد من لغات العالم ، ولد سنة 1564م وأنتج للأدب العديد من الروائع أهمها هاملت ، حلم ليلة صيف ، عطيل ، وترويض الشرسة ، وقد تم تجسيد تلك الأعمال المسرحية ألاف المرات ومازالت تقدم حتى وقتنا هذا .
ملخص الرواية :
تدور أحداث الرواية حول الفتاة الشرسة كاثرين أكبر بنات بابتستا وهو رجل ثري من بادوا ، كانت كاثرين شديدة الغضب والانفعال تكسر الأشياء وتضرب كل من يضايقها ، تقدم لخطبتها الكثيرون ولكنهم وجدوا في سوء تصرفها وغضبها بابًا للفكاك منها .
ذاع صيت كاثرين وعلم الجميع بأمرها فنعتوها بالشرسة ولم يعد هناك من يتقدم لخطبتها ، ولأنها الكبيرة رفض أبوها تزويج أختها الصغرى بيانكا حتى تتزوج هي ، واضطر لعمل إعلان يبحث فيه عن زوج يقبل التقدم لابنته مقابل أن يمنحهما جزءًا كبيرًا من أمواله ، وفي تلك الأثناء قدم إلى بادو رجل يدعى بتروشيو كان يبحث عن زوجة ، وراق له الأمر حين علم بأنها فتاة جميلة وثرية .
ورغم كل ما سمعه عن كاثرين الشرسة إلا أنه قرر أن يتقدم لخطبتها ، وبالفعل ذهب لوالدها واتفق معه وفي أول لقاء له بها أخذ يحادثها كما لو أنه يعرفها منذ وقت طويل وظل يناديها بكاث ويتغزل فيها بصوت عال وهي ترد عليه بغضب فكان أغرب غزل يمكن أن يحدث بين خطيبين .
وحينما دخل والدها أخبره الفتى بموافقة كاثرين على الزواج منه يوم الأحد ، فأنكرت كاثرين هذا ولكنه أخبر والدها أن هذا مجرد دلال وألا يعير كلماتها اهتمامًا وطلب منهم أن يستعدوا للاحتفال ريثما يذهب إلى فينسيا ويشتري لها الثياب الفاخرة حتى تبدو في أبهى صورة .
وبالفعل استعد الأب وجاء يوم الأحد واحتشد الجميع ليشهدوا زواج كاثرين الشرسة ، ولكن بتروشيو تأخر فبكت كاثرين خشية أن يخجلها أمام الناس ، ولكنه ظهر وليس معه أي من الملابس الفاخرة التي وعد بها كاثرين ، حتى هو نفسه لم يرتدي ملابس العريس ، بل كان يرتدي ملابسًا كتلك التي يرتديها في العمل ، ولم تكن تبدو عليه أو على خادمه أمارات العرس أو الفرح .
حاول الكثيرون إقناعه بتغيير ملابسه ولكن دون فائدة ، وبعدها توجه مع كاثرين إلى الكنيسة لعقد القران وهناك تصرف بغرابة شديدة وادعى الجنون حتى تخاف منه كاثرين وينجح في خطة ترويض الشرسة ، وبعد عودتهم من الكنيسة رفض بتروشيو حضور الحفل الذي نظمه والد كاثرين للعرس ، وصمم على أخذ عروسه إلى البيت مباشرة دون احتفال .
ورغم كلمات كاثرين الغاضبة إلا أنه لم يلقي لها بالًا ، وأعلن أن من حقه أن يفعل ما يحلو له كزوج مع زوجته ، ثم أخذها وانصرف إلى بيته في رحلة وعرة جعلها فيها تمتطي حصانًا هزيلًا انتقاه لها عن قصد .
وخلال الطريق كان يصرخ في الحصان ولم تسمع منه كاثرين سوى الصراخ والصوت الغاضب حتى وصلت إلى بيته مرهقة وتتضور من الجوع ، وهناك تعمد بتروشيو إلى إلقاء الطعام الذي أعده الخدم بحجة أن اللحم ليس مطهو جيدًا ، وهو لا يستطيع أن يجعل حبيبته تأكل من هذا اللحم .
وحينما فقدت كاثرين الأمل في العشاء اتجهت إلى غرفة النوم ، ولكن بتروشيو ادعى أن الغرفة غير مرتبة جيدًا ، وقام بإلقاء الملاءات على الأرض فاضطرت كاثرين للجلوس على كرسي بالجوار ، حتى غلبها النوم ولكنها كانت كل ساعة تستيقظ على صراخه في الخدم ، فلم تستطيع النوم جيدًا يومها.
ولما استيقظت في الصباح لتناول الإفطار فعل بتروشيو نفس ما فعله معها في طعام العشاء حيث قام بإلقاء الطعام ، فلما تضورت من الجوع اضطرت لأول مرة أن تطلب من الخدم أن يقدموا لها الطعام سرًا ، ولكن كانت لديهم أوامر مسبقة من سيدهم بعدم تنفيذ ذلك ، فأخبروها بأنهم لا يجرؤن على فعل هذا دون علم سيدهم .
وبعدها دخل بتروشيو وهو يحمل قطعة صغيرة من اللحم ، قال لها أنه قد طهاها بنفسه وهذا يستحق منها الشكر على ذلك ، ولكنها لم تجب فقال يبدو أنك لا تحبين اللحم يا كاث ، وعلى الفور أمر الخادم بأخذ طبق اللحم بعيدًا ، ولكن الجوع الشديد استطاع أن يقلل من عجرفة كاثرين ، فقالت بغضب : أرجوك اتركه .
فأراد بتروشيو أن يجعلها أكثر تواضعًا فقال لها : إن أي خدمة تقابل بالشكر ، واعتقد انك يجب أن تشكريني قبل تناول اللحم ، فأجابت كاثرين على مضض شكرا لك سيدي ، وهو الأمر الذي لم تعتاده من قبل ، وهكذا ظل بتروشيو يتعامل معها بنفس الطريقة حتى يستطيع ترويضها وتحويلها لفتاة رقيقة غير متعجرفة ، تستطيع الشكر وطلب المساعدة إن لزم الأمر .