مؤلف الرواية هو الكاتب والروائي البرازيلي الشهير باولو كويلو ، الذي ولد في العام 1947م وقد عمل في بداية مشواره في الإخراج المسرحي والتمثيل ، وتتميز روايات كويلو بشكل عام والخيميائي على وجه الخصوص بالسلاسة في الأسلوب ووضوح الأفكار ، وتدور القصة حول ما يسمى بالأسطورة الشخصية ، والتي انشغل بها الكاتب في معظم أعماله ، وقد نُشرت هذه الرواية لأول مرة عام 1988م .
أحداث الرواية :
تحكي الرواية قصة الراعي الأندلسي سانتياغو ، والذي كان شغوفًا بالقراءة ، وفي يوم من الأيام كان يرعى الأغنام بجوار كنيسة قديمة باسبانيا ، وقد وضع كتابه تحت رأسه وراح في نوم عميق ، وأثناء حلمه رأى حلمًا مفصلًا عن كنز مدفون في الصحراء بجوار أهرامات الجيزة المصرية .
وكان سانتياغو قد شاهد ذلك الحلم مرتين متتاليتين حتى أيقن أنه حقيقة ، في البداية تجاهل سانتياغو الحلم ، لولا أنه قابل عرافة ، فلما أخبرها عن حلمه أكدت له وجود الكنز وطلبت منه جزء من الكنز ، وقد قابل الفتى أيضا رجلًا غامضًا أخبره أن اسمه الملك سالم وأنه قد وجد أسطورته الذاتية ، وأن عليه هو أيضا أن يتبع أسطورته الذاتية حتى النهاية .
باع سانتياغو الأغنام ، وقرر السفر للبحث عن الكنز ، توجه إلى المغرب ولكنه لم يكن يتحدث العربية ، وبينما هو جالس بأحد المقاهي قابل أحد الأشخاص يتحدث بالإسبانية ، فرح سانتياغو ، لوجود مترجم وهم للانصراف بصحبته ، ولكن عامل المقهي حاول أن يخبر سانتياغو بشيء ، فأخبره رفيقه أنه لص يحاول الاحتيال عليه .
ولكن لسوء حظه ، كان رفيقه هو أحد اللصوص ، وقد استولى على كل أمواله ، ولم يعد يملك حتى الأموال ليعود إلى بلده ، وبينما هو يتجول في السوق لاحظ متجر وجود قديم لبيع الكريستال ، ولكن لا يرتاده أحد ، وكانت الكريستالات مليئة بالغبار ، فعرض على صاحب المتجر أن ينظف له المحل في مقابل أن يطعمه ، فأخبره صاحب المحل أن الدين يحثه على إطعامه حتى لو لم يعمل عنده ، وعرض سانتياغو على الرجل العمل عنده لفترة مقابل جزء من الربح ، وافق الرجل فهو على كل حال لا يبيع شيئًا من منتجاته .
بفضل سانتياغو ازدهرت تجارة الرجل ، واستطاع سانتياغو أن يدخر مبلغ كبير من المال يمكن أن يشترى له عدد من الأغنام أكثر مما كان يملكه في السابق ، ودفع كلام الملك سالم عن الحلم الشاب سانتياغو إلى استكمال رحلة البحث عن الكنز ، وبالفعل توجه إلى محطة القوافل وهناك قابل رجلًا إنجليزيًا ، يحب الخيمياء ، ويسعى للوصول إلى خيميائي يعيش في الصحراء ، وأنه ذاهب إليه ليعلمه أصول الخيمياء حتى يستطيع تحويل المعادن الرخيصة إلى معادن نفيسة .
وقرر سانتياجو الذهاب مع الإنجليزي ليتعلم المزيد من أسرار الحياة ، وبالفعل يقابل سانتياغو الخيميائي ويظل معه فترة ، وبسبب صراعات القبائل في الصحراء ، يتم القبض على سانتياغو والخيميائي ويتم اتهامهم بالخيانة من قبل أحدى القبائل .
ولكن بتوجيه من الخيميائي وتشجيعه وخوفًا من الموت المنتظر استطاع سنتياغو أن يتحدث إلى الريح ويطلب مساعدتها من فوق الصخرة أمام القائد ، والجيوش ، ورجال القبيلة. لحسن حظه نجح سنتياغو وأبهرا القائد والحضور ، شجعهما القائد ، وأمر بعض الجند مرافقتهما في الصحراء وتوفير لهما الأمن والحماية .
وصل سانتياغو ألى أهرامات مصر ، وبدأ الحفر بيده في المكان الذي رآه في الحلم ، لكن مجموعة من اللصوص هاجمته ولما وجدوا معه قطعة ذهبية ، أجبروه على استكمال الحفر حتى يصل للكنز ، ولما لم يجدوا شيئا أبرحوه ضربًا .
ولكن قبل أن يتركوه أخبره أحدهم أنه حلم في يوم من الأيام بوجود كنز ، داخل أحد الكنائس القديمة بإسبانيا ، وأنه لو كان أحمق ، لسافر إلى إسبانيا للبحث عنه ، عرف سانتياغو ذلك المكان إنه نفس المكان الذي كان ينام فيه مع أغنامه .
عاد سانتياغو إلى إسبانيا وذهب إلى الكنيسة القديمة ، وبدأ في الحفر في المكان الذي وصفه اللص ، وبعد ساعة من الحفر ، وجد سانتياغو صندوق مليء بالعملات الذهبية القديمة ، والجواهر وأقنعة مرصعة بالجواهر ، بعد تلك الرحلة الطويلة يحقق سانتياغو أسطورته الشخصية ، لقد حقق حلمه بعد مشقة وأصبح يملك ذهبا خالصًا ، وقد تعلم الكثير من الأسرار والتجارب والحكم .