هل كانت هناك مطابخ قبل ابتكار الموقد من الناحية الفنية نعم لأن الفن القديم لإعداد الطعام كان يتم على مداخن مفتوحة قبل ابتكار الموقد في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي ، في الواقع كان المطبخ قاعة متعددة الاستخدامات مثل قاعة ما بعد القرون الوسطى أو مبنى مخصص تمامًا ، ولكن المطبخ الذي نعرفه اليوم لم يظهر إلا قبل 150 عام تقريبًا مع ابتكار الموقد .
المواقد قديمًا :
من وجهة نظر خبراء الطهي اجتمعت مكونات المطبخ الحديث قبل 150 عام مع ظهور أول مصدر حراري مسطح السقف ويرجع الفضل إلى بنجامين طومسون ، المعروف باسم الكونت رامفورد ، والذي صمم أقدم أجهزة الطهي هذه للتحكم في الحرارة بطريقة علمية في أوائل القرن التاسع عشر، وكان رمفورد رائدًا هندسيًا قام بأول دراسات علمية لنقل الحرارة ، المعروفة اليوم بالموقد أو البوتجاز أو الفرن .
كانت الفكرة مستوحاة من مدفأة Rumford عبارة عن مباني مبنية من الطوب يكون لها مساحة خاصة ، فجاءت الفكرة لوضع النار داخل صندوق والتحكم في درجة الحرارة بدأ المخترعين بالتطبيق على أوانئ مستديرة الشكل ومختلفة الأحجام لفتحة النار ليسمح بحمل أحجام الأواني والمقالي المختلفة .
مع زيادة استخراج الفحم والحديد في عشرينيات القرن التاسع عشر جعل من الحديدة مادة مدهشة في الصناعة مما شجع على صناعة مواقد التدفئة ، يمكن للحديد أن يتلقى التقلبات المتكررة للحرارة وكانت وسيلة مثالية لصب الأجزاء المعقدة الجاهزة ، بجانب أنه يمكن زخرفة السطح وبدأت الصناعة في هولندا وإنجلترا وكانت متنوعة التصاميم تشبه الصناديق ، ومن بداية عام 1840م تم تصنيع المواقد في أمريكا .
ثم بدأ تصميم مواقد تعمل بحرق الأخشاب ولكن بعد الحرب الأهلية الأمريكية ، ظهرت تصاميم المواقد التي تعمل بحرق الفحم وفي نفس الحين يمكن استخدمها لإعداد الطعام والطهي كانت يتم توصيلها بأنبوب من المعدن لتعزيز السحب للموقد ، وكان يتم بناء مطبخ جديد بالكامل من أجل استيعاب الموقد .
ومع اقتراب عصر الاختراعات في ثمانينيات وتسعينيات القرن التاسع عشر ، بدأ مصنعو الموقد في البحث عن مصادر الحرارة خلافًا الخشب والفحم وقادهم ذلك للغاز كان المخترعون الإنجليز رواد في استخدام الغاز ويقومون بتجريب الطهي بالغاز منذ فترة ثلاثينيات القرن التاسع عشر ولكن استغرقت الفكرة وقت لتصل لأمريكا كان الغاز مصنع من فحم القار وكان يستخدم في المقام الأول لإنارة المصابيح ولكنه وجد لنفسه مكانًا في انجلترا بحلول ستينيات القرن التاسع عشر بدؤوا يصنعون المواقد التي تعمل بالغاز ويصدروها للخارج بأسعار مرتفعة .
وبعد عام 1900م كانت شركات الغاز تشاهد دخول الكهرباء الأسواق وتحول المطبخ حينها لعهد جديد بدأت المواقد يتم بناءها بشكل أخف وبدأت تكون أكثر إحكامًا ولم تكن في حاجة إلى مدخنة وكانت مثالية حقًا للمنازل ، وبحلول عام 1910م بدأت تظهر تقنيات مثل شواية الدجاج المصنع من الحديد والصفائح المعدنية وبدأ الغاز يغذي الشعلات وكانت المبيعات خرافية ، تم القفز عام 1930م لاستخدام النطاقات الكهربائية واعتمد الموقد على الأسلاك .
وفي الأربعينيات توقف الغاز والكهرباء لتحل المنتجات البترولية قبيل الحرب العالمية الثانية كانت الأجهزة لها ضوابط تلقائية ووصلت الصناعة لذروتها وكانت بداية التطوير الحقيقية للموقد المتواجد اليوم