Site icon ترند بالعربي – Trend Bel Arabi

قصة حيوانات مارسوا مهنة الطب

بالحياة ما يبهرنا دائمًا ، وأشد ما يلفت أنظارنا هو ما تقوم به الحيوانات ، فطالما سمعنا أنها حيوانات خرساء ، غير مفكرة ولا تقدر على التصرف مثل البشر ، إلا أن بعض الحالات على مستوى العالم ، قد أثبتت أن الحيوانات ، قد تكون قادرة على فعل ما لا يستطيعه البشر أنفسهم .

ويرى العالم خوان فيلالبا ، وهو أستاذ جامعي بجامعة ولاية يوتاه ، أن الحيوانات تمارس بعض النهج العلمي ! نعم فقد قضى البروفيسور خوان سنوات عدة في محاولة للتوصل إلى كيفية رعي بعض الحيوانات ، للماشية على سبيل المثال ، وكيف تعرف حيوانات أخرى ، أماكن تواجد النباتات ذات القيمة العالية ، لتتغذى بها بينما تهمل أخرى ، لا قيمة لها .

وقد ضربت بعض الحيوانات ، أمثالاً غاية في الغرابة عن كيفية ، تقديمها المساعدة للآخرين ، في أماكن متفرقة حول العالم ، مثل هؤلاء .

حيوان النيص أنقذ حياة الكثيرين في قبيلة أفريقية :
يُروى أنه قبل قرن من الآن ، كان هناك وباء قد اجتاح ، قبيلة في جنوب أفريقيا تدعى قبيلة واتونجي ، وهي إحدى القبائل الفقيرة في تنزانيا ، وللأسف تفشى هذا الوباء ، بين سكان القبيلة الفقراء ، ولم يكن متوفر لهم العلاج ، لهذا المرض في هذا الوقت ، للقضاء على تلك العدوى المنتشرة فيما بينهم .

وإبان تلك الفترة العصيبة لاحظ أحد سكان القبيلة ، ويدعى بابو كالوندي وهو أحد العارفين بالطب ، أن حيوان النيص يعاني من نفس الأعراض ، التي انتشرت بين أهله من سكان القبيلة مثل الإسهال والحرارة وغيرها .

وعند متابعة هذا الحيوان الصغير ، وجد كالوندي حيوان النيص يعالج نفسه من هذا المرض ، بابتلاع جذور نبتة مزروعة في قريتهم ، تدعى مولينجيليلي وكانت تلك النبتة ، معروفة لديهم أن لها مكونات شديدة السمية .

ولكن قرر كالوندي أن يستخدمها ، لعلاج الوباء المتفشي في القرية ، رغم سميتها وبالفعل نجح كالوندي في استخلاص العلاج من تلك النبتة ، وساعد المئات من أبناء قريته في التخلص من الوباء ، نتيجة مراقبته لحيوان النيص ، والذي أنقذ نفسه وأنقذ سكان القرية من وباء خطير .

في هذا الوقت وحتى يقنع كالوندي ، أبناء قريته بما توصل له من علاج ، قام برواية ما رآه بشأن حيوان النيص ، وتناول جرعة من جذور النبات ، أمامهم حتى يقوموا بمثل سلوكه ، من أجل التخلص من وبائهم ، وبالفعل نجح كالوندي في إقناعهم ، وهم يستخدمون هذا العلاج من نبات المولينجليلي ، حتى وقتنا هذا .

الشمبانزي أيضًا لا يكف عن إبهارنا :
كانت أنثى الشمبانزي وتدعى شوسيكو ، تعيش في إحدى غابات تنزانيا ، وهي في العقد الثالث من العمر ، وكانت شوسيكو تعاني من عدوى ، جعلتها غير قادرة على الحركة ، كما كانت تفعل دون عناء من قبل ، حيث قفزت شوسيكو في أحد الأيام ، على أحد فروع الأشجار محاولة تسلقها ، في محاولة منها لبناء منزلاً صغيرًا عليه ، ترتاح بداخله .

ولكن في نهاية هذا اليوم ، وعندما هبطت شوسيكو على الأرض ، مرة أخرى كانت بحالة يرثى لها ، ولا تستطيع المشي كما كانت ، أو الوقوف على قدميها وبدأت سلوكياتها ، في التغير وباتت غير معهودة .

كانت المجموعة التي تنتمي لها شوسيكو ، تحت مراقبة البيولوجي الأمريكي مايكل هوفمان ، والذي لاحظ بأن سلوكيات شوسيكو ، باتت مختلفة عن أفراد مجموعتها ، حتى أنها قد أثارت دهشته لمراقبتها ومراقبة تصرفاتها.

أخذت شوسيكو تقتلع بعض النباتات وتمضغ جذورها ، ثم تبصق ما تبقى من ألياف منها داخل فمها ، هذا التصرف الذي أثار دهشة هوفمان ، طيلة تسعة أشهر متواصلة ، حيث كانت شوسيكو هي الوحيدة بين أفراد مجموعتها .

هي من تتناول هذا النبات ، هنا بدأ هوفمان في البحث عن طبيعة هذا النبات ، فسأل أحد مساعديه من السكان المحليين ، عن طبيعة هذا النبات ، فأجابه الفتى بأن هذا النبات شديد المرارة ، وله درجة سمية عالية إذا ما تم تناوله بكميات كثيفة ، ولكنه يمثل علاجًا فاعلاً لبعض الأمراض والأوبئة ، إذا ما استخدم بجرعات محددة ، حيث استخدمته قبيلة واتونجي من قبل ، في علاج بعض الأمراض المعوية والعدوى الطفيلية .

استمر هوفمان في مراقبة شوسيكو ، حيث ذهبت للخلود إلى النوم ليلاً ، ثم استيقظت في الصباح الباكر ، وكانت تبدو عليها علامات الإعياء ، فذهبت نحو الغابة ، وتبعها هوفمان ومساعده ، حتى وصلت إلى مكان ينبت به أشجار التين ، وبدأت في تناوله .

يقول هوفمان أن التين أخذ حوالي ، 24 ساعة حتى يعمل ، وبالفعل بدأ علامات التحسن تظهر على شوسيكو مقارنة بحالتها لصحية ، من قبل وأقر هوفمان أنه لم ير ، حيوانًا يمارس مهنة الطب بهذا الشكل الدقيق  قبل ذلك .

Exit mobile version