قصة كهوف موغاو بالصين

تعد الصين من أقدم الحضارات التي عرفتها البشرية في العالم القديم لذا فتحتوي الصين على عدد من المعالم السياحية المتفردة جدًا بخلاف سور الصين العظيم في واحة دونهوانغ تلك المدينة الصغيرة الواقعة على حافة صحراء غوبي بالشمال الغربي للعاصمة الصينية بكين تجد كهوف موغاو من أكثر أماكن الجذب السياحي بالصين يُطلق عليها اسم كهوف الألف بوذا .

تضم هذه الكهوف الواقعة على أطراف صحراء غوبي مجموعة هائلة من الفن البوذي ، يوجد 492 كهف منحوت على هيئة وجوه حجرية على ارتفاع يصل لستع طوابق ، ويعني الاسم موغاو باللغة الصينية كهوف منقطعة النظير هي مستوعبة لكن الفن الصيني منذ آلاف السنين بدأت البداية في القرن الرابع على مشارف طريق الحرير التجاري لذلك فهذا المكان تقاطع لعدد من الحضارات على مر الأزمان ممن عبروا طريق الحرير ، في الكهف 146 يوجد تمثال كبير لبوذا يرتفع 60 قدم بجانبه عشرات التلاميذ تم نحت كل منهم بشكل فردي .

والكهف 130 يوجد تمثال أخر وهو جالس يرتفع 85 قدم يقال أن النحت على الصخر استغرق نحو 29 عامًا تم تغطية بالطين ثم بأوراق الذهب يوجد أيضًا بالمكان عدد من الجدريات الرائعة ، تلك الكهوف ليست كهوف تقليدية بدل في غاية الأناقة والروعة تدلل على حضارة قوية كانت متقنة النحت على الحجر الرملي من الداخل يوجد التماثيل والمحاريب والرسومات والجدريات واللوحات الصينية التي لا مثيل لها .

أما عن قصة الأسطورة فتقول أن عام 366كان هنالك راهب بالصحراء رأي رؤية قابل فيها ألف ضوء لهب مشتعل وفسرها كإشارة لإقامة معسكر وحفر الكهف الأول حتى غزا المغول الصين في القرن الرابع عشر فلم تعد مدينة دونهوانغ آمنه لكونها واقعة على طريق الحرير فتمت هجرة تلك الكهوف لنحو 600 عام حتى عام 1900م تم إعادة إحيائها ثانية حينما قام الكاهن أبوت وانغ باستعادتها ثانية .

فعثر على آلاف المخطوطات البوذية المختومة على جدران الكهوف وهي معروفة اليوم بمغارة المكتبة ، كما أن هذا الاكتشاف من أعظم الاكتشافات الأثرية مما شجع الكثير من العلماء والمستكشفين من جنسيات مختلفة للذهاب للكهوف ، وفي أربعينات القرن المنصرم انشأت الصين أكاديميّة دونهوانغ لمراقبة عمليات الاكتشاف للمحافظة على تراثها وأجراء الأبحاث على الموقع وتم ترقيم الكهوف .

ألهمت الكهوف عددًا من الفنانون الصينيين لإحياء الفنون الصينية وكان في مقدمتهم أستاذ علم التلوين زانغ داكيان لإحياء الفنون الصينية القديمة ولعبت تلك الكهوف والرسوم دورًا هامًا على إحياء التراث الصيني بصفة عامة ومعرفة الجماهير بالحضارة الصينية ورفع الوعي بأهمية المكان ، كما أن تلك الكهوف رفعت من أهمية الفنون الطبيعية واتصالها بالإنسان ..