الابتكار ليس مجرد اختراعات لآلات أو أدوات فقط ، ولا تمتد لمجرد نظريات تبنى عليها الكثير من الافتراضات والمتغيرات ، وإنما يمتد الابتكار أيضًا إلى الأفعال والسلوكيات ، فقد يرغب البعض منا في التعبير عن شيء ما ، فيبتكر طريقة يستطيع من خلالها ، أن يوصل رسالته إلى من يهمه الأمر ، دون أن يتفوه بالكثير من الكلمات ، ولعل ابتكار طرق للاحتجاج حول العالم ، حيث استحدث البعض عدة وسائل للتعبير عن رفضهم لبعض الأمور ، ومنها الطرق التالية .
الاحتجاج بالحرق :
قد يندهش البعض عندما يقرأ تلك الطريقة ، ويعتقد أنها طريقة مؤلمة للغاية ولن يلجأ إليها أحد ، ولكن هذا هو ما حدث بالفعل في تونس الشقيقة ، عندما لجأ المواطن التونسي محمد البوعزيزي لإحراق نفسه عمدًا احتجاجًا على ما تعرض له من سوء معاملة من جانب إحدى الشرطيات التونسيات .
حيث كان البوعزيزي يعمل بائعًا متجولاً بعربة خضروات بسيطة ، وكان قد حدث مشادة كلامية بين البوعزييز وتلك الشرطية ، فقامت الأخيرة بلطمه على وجهه فشعر بالإهانة ، مما دفعه في حالة غضبه الشديدة ، وشعوره بإهانته البالغة بأن كرامته ، قد أهدرت فسكب كمية كبيرة من البنزين ، ثم أشعل النيران بنفسه ليحترق جسده وتشتعل ثورات عدة بمختلف الدول العربية ، وقد استخدم هذا الأسلوب في الاحتجاج حوالي خمسين مواطنًا عربيًا للتعبير عن الغضب بشأن ما تعرضوا له ، من سوء الأوضاع.
الاحتجاج بالدجاج والخراف البقر :
على الرغم من إقرار أغلب دول العالم ، لزواج المثليين إلا أن بعض الدول ومنها فرنسا ، كان بها ثمة اعتراضات واسعة على هذا الأمر ، ولهذا ابتكر معارضو هذا النوع من الزواج الشاذ ، طريقة جديدة للاحتجاج ، أمام البرلمان الفرنسي ، وذلك بنشرهم لعدد كبير من الدجاج أمام مدخل البرلمان الفرنسي ، تعبيرًا عن غضبهم واعتراضهم على هذا القانون ، وتأييد حكومتهم له .
وعلى الرغم من غرابة هذا الأسلوب ، إلا أنه قد أتى ببعض النجاح ، ولكن استاء البعض منه ، نظرًا لبعده من وجهة نظرهم عن القضية الأساسية ، في حين رأى آخرين أنه أمر غير إنساني بحق تلك الطيور .
ولم يكن الاحتجاج باستخدام الدجاج ، هو الأكثر غرابة وإنما أيضًا استخدم البعض الخراف ، لطرح قضاياهم والتعبير عن احتجاجهم ، ولهذه الطريقة قصة أخرى ، حيث استخدمها مجموعة من المزارعين الفرنسيين ، للاعتراض على بعض السياسات الاشتراكية الإصلاحية التي انتهجتها البلاد .
فقاموا بتوجيه مجموعة من الخراف ، إلى متحف اللوفر الذي يحوي ، أكثر من سبعة آلاف ونصف من الأعمال الفنية النادرة ، وذلك حتى يجبروا الحكومة للتراجع ، عن مثل تلك الأعمال الإصلاحية سواء الزراعية منها أو الصناعية .
في حين لجأ المزارعون في دولة بلجيكا ، إلى استخدام الأبقار من أجل التعبير عن اعتراضهم ، على خفض أسعار الحليب ، ووصل الأمر بهم في بعض الأحيان ، إلى إلقاء الحليب على قوات مكافحة الشغب المرابطة لهم أمام مبنى الاتحاد الأوربي ، ولكن دافع الجنود عن أنفسهم باستخدام الدروع آنذاك .
الاحتجاج بالقبلات :
في أحد الأعوام اعتقلت القوات المغربية ، شاب وفتاة مراهقين ، بسبب خروجهما عن الآداب العامة ، ونشرهما صورًا خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، الفيس بوك وهما يقبلان بعضهما البعض فيها ، وفوجئ بعدها أعضاء البرلمان ، بتواجد بعض الناشطين المغاربة ، أمام المبنى وقد نظموا وقفة احتجاجية على اعتقال المراهقين ، وذلك بتقبيل بعضهم بعضًا أمام المبنى ، تعبيرًا منهم على حقهم في ، التقبيل علنًا والتعبير عن مشاعرهم دون أن يعتقلهم آخرون .