قصة اختراع الآلة الحاسبة

بعض الاختراعات التي خرجت إلى النور ، كانت ومازالت ذات استخدامات توفر على البشر ، الكثير من الوقت خاصة في هذا العصر ، سريع الركض وضيق الوقت ، وعلى سبيل المثال ، هل يمكنك تخيل إجراء العمليات الحسابية المعقدة دون استخدام للآلة الحاسبة ؟ هل تدرك كم كنت ستستغرق من الوقت ، إذا لم يكن لديك آلة حاسبة ، أو لم يتم اختراعها بعد ؟ لاختراع الآلة الحاسبة قصة ، وهذه هي .

الآلة الحاسبة :
هي جهاز الكتروني ، يستخدم في إجراء العمليات الحسابية المعقدة ، والبسيطة أيضًا إلا أن الجميع ، يستخدمونها في العمليات المعقدة على وجه التحديد ، وقد تم تصنيعها بإنتاجيات تختلف فيما بينها ، في الإمكانات والمزيد من العمليات الحسابية .

قصة اختراع الآلة الحاسبة :
بليز باسكال Blaise Pascal هو أول من اخترع الآلة الحاسبة ، وذلك في عام 1642م ، وكان والد بليز عالمًا في مجال الرياضيات ، بالإضافة إلى عمله في جمع الضرائب ، ولهذا نشأ بليز في بيئة رياضية بحتة ، مكنته من اختراع واحدة من الآلات الحاسبة الرقمية ، كأول اختراع له عندما أراد أن يساعد والده ، في إحدى عمليات جمع الضرائب ، دون أن يشعر بالإرهاق .

صنع بليز أولى آلاته الحاسبة ، وأطلق عليها اسم باسكال ، وكانت تعمل على جمع العمليات الحسابية ، باستخدام بعض التروس المدببة ، والدبابيس التي تقوم بالضغط على الرقم المطلوب ، فيظهر الجواب الصحيح ، مع إضافة بعض الحيل الرياضية البسيطة ، وعمليات القسمة والضرب والطرح أيضًا ، ثم طوّر بليز عمله بحيث تعمل آلته ، على حساب الأرقام العشرية المختلفة إلى جانب الأرقام الصحيحة ، والعمليات الرياضية المتعلقة بالأرقام الكبيرة المكونة من أرقام متعددة ، وحتى سبعة أرقام متجاورة .

مخترع الآلة الحاسبة :
ولد بليز باسكال عام 1623م ، وهو أحد أبناء الدولة الفرنسية ، حيث نشأ في مدينة كليرمون فيران ، وبالطبع كما ذكرنا أن والده كان عالمًا في الرياضيات ، فأصبح بليز شبيهًا بوالده ، ونجح في أن يكون عالمًا بنفس التخصص هو الآخر ، فاجتهد في دراسته حتى صار عالمًا في الرياضيات والفيزياء ، إلى جانب حبه للفلسفة وكتابة النثر ، وقد يعود الفضل في هذا الأمر ، إلى كون والده قد أصر على تعليمه بالمنزل ، وغرس حب العلم بداخله منذ الصغر ، إلى جانب عدم إجباره على تعلم الرياضيات سوى بعد أن بلغ خمسة عشر عامًا ، مما ساهم في إثارة فضول بليز لتعلمها .

أعمال بليز باسكال :
ليست الآلة الحاسبة هي العمل الوحيد ، الذي لمع من خلاله اسم بليز باسكال ، فعلى الرغم من تدني حالته الصحية ، ومعاناته مع المرض خلال فترات حياته ، إلا أنه قد استطاع أن يقدم للعلم خدمات جليلة ، تمثلت في مساهماته التاريخية ، والرياضية وفي مجال الفيزياء ، من خلال أعماله التجريبية والنظرية على السوائل ، والفراغ وطبيعة وجود الأشياء بداخله ، إلى جانب تجاربه في مجال الضغط الجوي .

وكان أهم ما يميز شخصية باكسال في العلم ، هو عدم استناده إلى المنطقية والمرجعية الاستنباطية ، بل كان يميل إلى الملاحظات التجريبية الفاعلة ، واعتمد على مراقبة كافة تجاربه ، وإخضاعها لسيطرته بشكل تام .

ولم يكتف باسكال بتلك الإسهامات فقط ، بل قام بوضع أسس نظرية الاحتمالات الحديثة ، والتي أعيدت صياغتها فيما بعد ، لتعرف باسم مبدأ باسكال للضغط ، كما ساهمت تنشئته الدينية في قيامه بالدعوة ، لمعرفة الله من خلال القلب وليس أخذًا بالأسباب ، وقد أثرت طرق التفكير التي تبناها باسكال على بعض الشخصيات من الفلاسفة ، الذين لحقوا به فيما بعد مثل ، هنري برجسون وجان جاك روسو ، وغيرهم من بعض أعضاء الحركة الوجودية .