لطالما شغلت فكرة التناسخ الروحي ، الكثير من الجدال بشأنها ، خاصة في بعض الديانات التي لا تؤمن بوجود مثل هذا الأمر ، فالروح من أمر الله عندما تُقبض ، لا تعود مرة أخرى وتصعد إلى بارئها. ويعرف تناسخ الأرواح بأنه عملية انتقال روح لشخص ما ، كانت تعيش في حياة سابقة ، ثم عادت للحياة مرة أخرى في جسد آخر ! كما حدث مع هذا الطفل .
في أحد الأيام بمنطقة الجولان بسوريا جلس أحد الأطفال ، وهو يبلغ من العمر ثلاثة أعوام فقط إلى جوار عائلته ، وفجأة وأثناء تبادلهم أطراف الحديث ، إذا بالطفل يروي لهم أنه قد تم قتله ، ويسرد حكايات عجيبة ومختلفة .
بشأن حياته السابقة وأنه قد قتل وتم دفنه في إحدى المناطق المعروفة لهم ، مما أثار الرعب في نفوس عائلته ، فبعضهم أقر أن الطفل قد تلبست به إحدى الأرواح ، بينما علل آخرون أن حديث الطفل لا يمكن ، أن يأخذونه على محمل الجد لأنه مازال صغيرًا ، وخياله خصب جدًا يتخيل العديد من الأشياء ، وفقًا لما يراه من أفلام على شاشة التلفاز .
تكرر الأمر أكثر من مرة ، وكانت آخرها أمام جمع من الناس ، حيث روى الطفل كيف قُتل وأين تم دفن جثته ، فاقترح أحد الحضور أن يرافقوا الطفل حتى المكان ، الذي يدعى دفن جثته به ، حتى يقتنع الطفل أنه لا شيء في هذا المكان ، ويستطيعون إقناعه بالتوقف عن سرد هذا الحديث .
وافق البعض ممن استمعوا إلى الطفل ، وذهبوا برفقته إلى المكان الذي أقر ، أنه المحل الذي دفنت به الجثة ، ليبدؤوا بالحفر أمامه ، وهو يرشدهم بدقة عن المكان الذي يجب عليهم أن يحفروا به ، وعقب مجهود لبضع ساعات اكتشف الحضور ما أذهلهم جميعًا ، حيث ظهر هيكلاً عظميًا لشخص ما مجهول الهوية ، وسط دهشة الجميع الذين بدؤوا ينظرون للطفل ، بأنه شخص ممسوس .
عقب إبلاغ الشرطة ورفع الهيكل العظمي ، وتحويله للفحص تبين أن الجثة تعود لأحد الأشخاص يدعى إيلاي لاش ، وبالفعل تعرف عليه أهل هذه المنقطة ، وأقروا أن هذا الشخص كان يعيش بينهم بالفعل ، منذ أربعة أعوام كاملة قبل أن يختفي ، دون أن يترك خلفه أي أثر ولم يعرفوا قط أين ذهب ، حتى أنهم ظنوا بأنه قد هاجر من البلد متخفيًا بالظلام .
أشار الطفل بعد ذلك ، أن إيلاي قد مات إثر ضربة على رأسه بفأس ما ، مما دفع رجال الشرطة إلى بذل المزيد من الجهد في محاولة منهم ، لكشف غموض هذه الجريمة الغريبة ، وبالفعل عقب عدة أيام من الحفر المتواصل عثر ، رجال الشرطة على فأس بالقرب من المكان الذي دفنت به الجثة من قبل ، والغريب أن الطفل الصغير والذي كشف اللثام عن تلك الحادثة ، كان يحمل وحمة في رأسه بالضبط بنفس المكان ، الذي تلقى فيه إيلاي الضربة على رأسه .
وبالاستمرار في التحقيقات ، استعان رجال الشرطة بالطفل الصغير من أجل موافاتهم بأية أدلة أو معلومات عن القاتل ، وبالفعل ما لبثوا سوى بضعة أيام ، حتى ألقوا القبض على القاتل بعد أن استطاعوا التعرف على هويته ، وأخذوه إلى مكان دفن الجثة مما أصابه بالهلع ، وقام بالاعتراف بجريمته كاملة ، لتظل قضية تناسخ الأرواح محل جدال لأمد طويل .