في ظل مجتمع متفكك وخلق منحل تقع العديد من الجرائم التي يندى لها الجبين ، ولكن ما يزيد الأمور سوءًا أن الأطفال أصبحوا هم أنفسهم مرتكبي تلك الجرائم ، فلم يعد الأمر قاصرًا على البالغين والمختلين من الرجال .
بل امتدت الجريمة لتطأ على براءة الأطفال بقدميها ، فدمرتها ودمرتهم معها ، وهناك العديد من الحوادث التي وقعت في كثير من الدول الأجنبية ، وقلبت الرأي العام على أطفال لم يتعدى عمرهم الخمسة عشر عامًا .
ماري بيل :
لعبت التنشئة السيئة دورًا كبيرًا في إفساد حياة الصغيرة ماري بيل ، فقد جاءت من منزل سيء لأم مدمنة وأب غير متواجد ، تعرضت للإساءة والإهمال في معظم حياتها ، وشعرت بالرفض لما هي فيه فأتت أبشع الأفعال حين قدمت على خنق صبي صغير يدعى مارتن براون ، وهي فقط في سن الحادية عشر .
وبعد وقت قصير اقتحمت ماري مع صديقتها نورما المدرسة ، وتركت الفتاتان رسائل تهديد مجهولة الهوية لإثارة الفزع ، مثل نحن نقتل احترس ، سأعود لكي أقتلك ، لقد قتلنا مارتن براون ، وما هي إلا بضعة أشهر وعادت ماري للقتل من جديد فخنقت صبي صغير أخر حتى الموت ، ونحتت على بطنه حرف ، وبعدها ذهبت إلى والدته تخبرها بمقتل ابنها وهي تضحك .
وحينما علمت الشرطة بالأمر اعتقلت الفتاتان ، واعترفت نورما بما تعرفه فوجدت المحكمة أن ماري بيل مذنبه ، فحكم عليها بالسجن وظلت هناك حتى سن الثالثة والعشرين ، وبعدها أفرجت عنها الشرطة وأعطتها هوية جديدة ، ومنذ ذلك الوقت وهي تحيا حياة طبيعية مع زوج وأطفال .
ياسمين ريتشاردسون :
كانت ياسمين ريتشاردسون فتاة عادية تبلغ من العمر اثنا عشر عامًا ، كانت تحيى بألبرتا في كندا ، تأثرت ياسمين بموجة عبدة الشيطان ، فبدأت تخلع ملابسها وترتدي زيًا باللون الأسود مع ماكياج غريب ، ارتادت الحفلات الموسيقية الصاخبة وكان لها صديق يبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عامًا ، لقبت نفسها على شبكة الانترنت بروناوايديفيل .
أصبحت ياسمين خارجة عن السيطرة ، وعندما علما والدها بعلاقتها بذلك الشاب الغريب الذي كان يدعي أنه ذئب يبلغ من العمر 300 عام ، منعاها من لقائه ، ولكنه تعرضت لغسيل الدماغ فاستقبلته ذات ليلة في المنزل والجميع نيام ، فطعن والديها حتى الموت وقتل شقيقها البالغ من العمر ثمان سنوات .
وبعد ذلك حاولوا الفرار سويًا لكن الشرطة علمت بالجريمة في الصباح ، وألقت القبض عليهم وبينما كان الأثنان محتجزين طلب ستينك من ياسمين الزواج عبر رسالة نصية فقبلت ، وقد حكم على ياسمين بالسجن لمدة عشر سنوات ، بينما أخذ صديقها ثلاث أحكام بالسجن مدى الحياة .
غراهام يونغ :
كان غراهام يونغ طالب نجيب ، دائم الولع بالكيمياء ومشتقاته ، صب اهتمامه على عالم السموم وحينما بلغ عمره أربعة عشر عامًا كان يعرف عن الكيمياء أكثر مما يعرف الطالب المتخرج من الكليات المتخصصة ، فقد كان غراهام دائم القراءة والإطلاع على عالم السموم ، ولكن ماذا فعل غراهام بكل تلك المعرفة ؟
طبق غراهام كل ما تعلم على عائلته ، فقام بتسميم والده وزوجته وأخته ، فتوفيت زوجة الأب وأصاب الإعياء الشديد الفتاة و الأب ، وشك به أحد المدرسين ففتش خزانة ملابسه وعثر فيها على زجاجة للسم ، وبعض الكتابات المختلفة عن طرق قتل الناس ، فاستدعى الشرطة على الفور ، وألقت القبض عليه .
تم إرسال غراهان يونغ إلى مصحة للأمراض العقلية حتى يأمن المجتمع شره ، ولكنه رغم ذلك لم يتوقف فبدأ في تسميم الموظفين العاملين بالمشفى ، وزملاؤه المحتجزين حتى وصل إلى سن الثالثة والعشرين ، أطلق سراحه بعد شهادة الأطباء بشفائه ، وذهب للعيش مع شقيقته وحصل على وظيفة .
ولكن للأسف لم يصبح غراهام شخص سوي في نهاية المطاف ، بل تابع أعمال القتل والتسميم لزملائه بالعمل ، فقبض عليه وأعيد للسجن ثانية ، وظل هناك حتى توفي إثر نوبة قلبية ، وأطلقت عليه الصحف لقب كتيب التسميم الصغير .