Site icon ترند بالعربي – Trend Bel Arabi

قصة مذبحة ثورستون

الاكتئاب ، جنون الشك ، الوسواس القهري ، الاضطراب ثنائي القطب ، وغيرها من الأمراض النفسية سواء البسيطة منها أو الخطيرة ، بالتأكيد سمعنا بها مسبّقًا ولكن ، هل تخيل أحدكم أن إهمال المرض النفسي ، قد يتسبب في جريمة ؟

غالبًا ما نشعر بالاكتئاب ونتركه ، كأنه حالة عابرة سوف تمر دون أضرار ، أو المزيد من المشاكل ، ولكن الأمر ليس بهذه السهولة فإهمال العلاج النفسي قد يتسبب في تطور الأمر ، إلى جريمة ، كما حدث مع كيب كينكل .

البداية ..
وُلد كيب كينكل في عام 1982م ، في ولاية أوريغون ، ولديه شقيقة تكبره بعدة أعوام ، عاش كيب حياة أسرية هادئة ، لأبوين يعملان في مجال التدريس ، ووفقًا لأقوال شهود العيان ، منح الأبوين حبهما ودعمهما لكيب منذ ولادته ، وكانت شقيقته طالبة ماهرة جدًا .

وقد قضت عائلة كينكل سنة في إسبانيا عندما كان عمره ستة أعوام ، وتعلم بالحضانة الناطقة بالإسبانية ، وأبلغت الحضانة الوالدين بأني كيب يعاني من عدم التفاعل معهم ، ويعاني من صعوبة لتعلم .

عادت الأسرة مرة أخرى إلى ولاية أوريجون ، والتحق كينكل بمدرستها الابتدائية ، ولكن تم تشخيصه حينذاك بمواجهته مشاكل ، عسر القراءة ، وطُلب من الوالدين أن يعود كيب مرة أخرى إلى الصف الأول ، ثم تدهور وضعه إلى الأسوأ وتم وضعه في فصول التعليم الخاص .

كان كيب مولعًا بشدة بالأسلحة والمتفجرات في سن صغيرة ، ولم يعترض والده على هذا قط ، بل ألحقه في دورات السلامة حيث تعلم كيفية إطلاق النار ، ثم ابتاع له مسدسًا عيار 9 مللي عندما بلغ كيب الخامسة عشر من عمره .

وجدير بالذكر ، أن زملاء كيب في المدرسة كانوا قد وصفوه بأنه شخص غريب الأطوار ، وأنه يعاني من الفصام أو الذهان ، كما أنه سريع الغضب ، وكثيرًا ما تحدث كيب عن رغبته في ارتكاب أعمال عنف .

وعندما تحدث والده معه بشأن قضاء رحلة إلى الملاهي ، أخبره كيب بأنه يريد لكم ميكي ماوس في أنفه ، وهنا أبلغ الوالد أحد أصدقائه المقربين بأنه قد نفدت لديه كافة الوسائل للسيطرة على كيب ، الذي تم تشخيصه من قبل الأطباء النفسيين بأنه مريض بالانفصام ، وجنون الشك .

الحادث ..
في مايو من عام 1998م ، وأثناء اليوم الدراسي في مدرسة ثورستون الثانوية ، انطلق كيب في طريقه إلى المدرسة ، وبكل هدوء نزل كيب من السيارة وهو يرتدي معطف المطر ، وانطلق باتجاه مدرسته في سبرينغفيلد بالولايات المتحدة ، وحمل معه مسدسين عيار 9 مللي ، وبندقية نصف آلية ، وسكاكين صيد ، وأكثر من مائتي طلقة نارية .

وبهدوء شديد ، دخل كيب إلى المدرسة ، متجهًا نحو المطعم الخاص بالطلاب ، وأشهر سلاحه وأطلق نحو خمسون طلقة عشوائية ، نجح خلالها في إصابة أكثر من ثلاثون شخصًا ، وقتل زميلين له حيث لقيا مصرعهما على الفور ، وبينما يُعد كيب سلاحه ليملأ خزانه مرة أخرى ، إذا بالطلاب الناجين يهجمون عليه ويقومون بتقييده ، وسط ذهول ورعب الطلاب الآخرون ، إلى أن وصلت الشرطة في غضون دقائق وألقت القبض عليه .

المأساة ..
لم تكن مذبحة المدرسة هي الوحيدة التي ارتكبها كيب في ذلك اليوم ، فعندما ألقت الشرطة القبض على كيب ، وذهبوا رجال التحقيق لاقتحام منزله ، وجدوا جثة والده مقتولاً بثلاث طلقات في رأسه وواحدة في ظهره .

بينما كانت والدته ملقاه غارقة في دمائها ، إثر إطلاق كيب النار عليها ، بطلقتين في رأسها ، وواحدة في القلب ، وما لفت أنظار رجال الشرطة ، هو صوت مقطوعة لبتهوفين تدور في أرجاء المنزل ، ولم يُسرق من المنزل أية أموال .

أثناء التحقيق مع كيب ، اكتشف رجال الشرطة أنه يعاني من أحد أنواع الفصام ، أو الشيزوفرنيا ؛ ويُطلق عليه جنون الشك ، أو جنون الارتياب ، واعترف كيب أنه منذ كان في عمر الثانية عشر من عمره ، وهو يسمع أصواتًا داخل رأسه ، تتحدث معه ، وتملي عليه أفعاله .

وقد حاول إسكاتها كثيرًا ولكنه لم يفلح ، وخشي الاعتراف بذلك لوالديه حتى لا يتعرض لنظرات المجتمع السيئة ، واعترف كيب بأن الأصوات الداخلية برأسه هي ما دفعته للقتل ، فهي كما قال كيب الأصوات في رأسي لا تهدأ سوى بالقتل .

حاول كيب افتعال مشكلة فيما بعد مع أحد الشرطيين ، حتى يقتله ولكنه لم يحصل على مراده ، فقد تمت محاكمته وحُكم عليه بالسجن المؤبد ، وجدير بالذكر ، أن جنون الارتياب تبدأ أعراضه بالوحدة ، وكثرة التقلب المزاجي ، والشك في كل من حولك بأنهم يتحدثون عنك من وراء ظهرك ، ثم تبدأ أصوات داخلية ، تقل لك بأن صادق ، وأن من حولك على خطأ دائمًا ، إلى درجة قد تصل إلى القتل أو الانتحار.

Exit mobile version