قد لا يتخيل أحدنا بأن هوس جمع المال قد يتسبب في قتل الأحبة ، هذا إن كانوا أحبة بالفعل ! في هذه القصة نروي تفاصيل مروعة عن امرأة تجردت من كافة مشاعرها ، وعاطفتها من أجل المال ، صارت وحشًا كاسرًا يعيش ليجمع المال ، بأبشع الطرق الممكنة ، حتى وإن كان الثمن هو عائلتها !
البداية ..
وُلدت بطلة قصتنا في انجلترا عام 1832م ، وتُدعى ماري آن ، عمل والدها في أحد المناجم بالمقاطعة التي كانوا يعيشون بها ، ولكنه توفى إثر إصابته في حادث ، أثناء عمله بالمنجم ، وكانت ماري طفلة آنذاك ، ولكن سرعان ما تزوجت أمها من أحد الأشخاص ، وظلت ماري في معية والدتها حتى سن السادسة عشر ، وعملت ماري كممرضة لدى إحدى السيدات الثريات ، إلى أن تزوجت من شخص يُدعى وليام مورباي .
أحداث غير مفهومة ..
تزوجت ماري في العشرين من عمرها ، وأنجبت خمسة أطفال لم يبقى منهم على قيد الحياة سوى طفلة واحدة ، حيث توفى الأطفال جميعًا بمرض معوي مفاجئ ، مما تسبب للأب في حالة اكتئاب انتقل على إثرها ، للعيش في مكان جديد وبدء حياة جديدة ، يتناسى من خلالها ما ألمّ به من مصائب .
بالفعل ، انتقلت الأسرة الصغيرة إلى مدينة بجنوب انجلترا ، وهناك أنجبت ماري ثلاثة أطفال آخرين توفوا جميعهم بالإضافة للزوج ، ولم يبق على قيد الحياة سوى الطفلة الأولى وطفل آخر .
وحصلت ماري آن على المبلغ التأميني الذي كان قد رصده الزوج منذ زمن بعيد ، وانتقلت بواسطته مع ابنتيها لمدينة أخرى لتبدأ بها من جديد ، وهناك قابلت مهندسًا يُدعى جورج وارد ، وتزوجا ولكن للأسف ، بعد عامٍ واحد ، توفى الزوج وأحد الطفلين معًا ، ولم يبق لها سوى طفلة واحدة .
والغريب أن أحدًا لم يشك بالأمر بتلك الوفيات المتتالية أبدًا ، حيث تتنقل ماري من مكان إلى أخرى بسرعة البرق آملة أن تبدأ من جديد ، عقب تلك الأحداث أعلنت ماري بأنها على استعداد لتمريض السيدات المسنات ، وكانت تنتقي الثريّات منهن ، وبعد نشر الإعلان اتصل بماري أحد الأشخاص ، طالبًا منها الاعتناء بزوجته المريضة ، ولكن ما لبثت زوجته أن توفت هي وطفلها فجأة ، وعقب ذلك استأذنته ماري لرعاية والدتها المسنّة .
عادت مراي إليه مرة أخرى ، ولكن كعشيقه والتقاتها الرجل وتقبّلها وصار زوجين ، وبعد مرور عام أثمر الزواج ، عن إنجاب ماري لطفلة جديدة ، إلى جانب طفلتها الباقية على قيد الحياة حتى الآن ، من زواجها الأول ، ولكن لم تدُم السعادة طويلاً ، فقد رآها زوجها وهي تسرق أمواله ، فطلّقها وطردها من المنزل ، وسط شكوكه حولها بعد أن علِم من مصادره الخاصة ، بأن ماري تملك حسابًا خاصًا باسمها بأحد البنوك !
السقوط ..
بعد أن طُلّقت ماري ، تعرّفت ماري إلى إحدى السيدات تُدعى مارجريت ، والتي كانت تعمل على خدمة أطفال أخُ ماري بعد وفاة زوجته ، وأقنعته ماري بأن يتزوج مارجريت ، حتى تتاح لها الفرصة لرعاية الأطفال بشكلٍ جيد .
بالفعل تزوج الأخ بمارجريت ، ولكن ما أن تطأ أرجل ماري مكانًا ، وإلا وتحدث الوفاة ، فقد توفت مارجريت عقب زواجها خلال عدة أشهر ، وحصل أخُ ماري على بوليصة التأمين الخاصة بزوجته المتوفاه ، ولكن ما لبث أن توفى الأخ وطفله ، وانتقلت البوليصة إلى ماري ، فالأخ لم يكن لديه سوى عائلته التي رحلت ، وأخته ماري.
بعد وفاة الشيقي ، ذهبت ماري للعمل مع أحد الأطباء ، بالتمريض فهي المهنة التي تعلّمتها وامتهنتها لاحقًا لأكثر من مرة ، وفي أحد الأيام وأثناء عمل ماري ، لاحظ الطبيب أن طفلها يتألم بشدة ، ففحصه وطمأنها بأن حالة الطفل ، ليست خطرة ، ولكن سرعان ما توفى الطفل عقب ذلك بعدة أيام ، مما أصاب الطبيب بالصدمة فأبلغ الشرطة من أجل السماح بتشريح جثة الطفل !
بالفعل ، تم تشريح الجثة وجاءت نتائج تقرير الطب الشرعي لتثبت بأن الطفل ، قُتل مسمومًا بمادة الزرنيخ ، وقامت الشرطة بالتحقيق مع الأم لأن الطفل ، دائمًا في رعايتها ، ومع تواصل التحقيقات والمزيد من الضغط ، اعترفت ماري بجرائمها .
وحصلت الشرطة على وثائق لبوليصات التأمين التي حصلت عليها ماري ، من أزواجها السابقين كافة ، وتم الحكم عليها بالإعدام شنقًا ، وبالفعل في عام 1873م ، تم تنفيذ حكم الإعدام بماري القاتلة ، والتي ظلت حية وهي معلقة على الحبل لعدة دقائق قبل أن تصعد روحها إلى بارئها ، جزاءً لما اقترفت يداها من قتل .