قصة جورج إيفرست

كان السير جورج إيفرست مساحًا ورسامًا جغرافيا من مقاطعة ويلز البريطانية ، وقد تم تعيينه كمساح للهند في الفترة من 1830م وحتى 1843م ، ويشتهر بأنه أول قمة جبل إيفريست والتي تعتبر أعلى قمة في العالم قد سميت باسمه تكريمًا له .

قصة حياته :
ولد السير جورج إيفرست في 27 يناير 1791م ، وكان الابن البكر ، وكان الابن البكر ولكنه ولد الثالث بين الأطفال الستة الذين ولدوا للسيدة لوستيا ماري ووليام تريسترم إيفرست .

كان والدم محاميًا مرموقًا وناشط في مجال السلام وهو ينتمي لعائلة “جرينتش” ذات التاريخ العريق في إنجلترا” ، وكان لوالده ملكية بيرة في جنوب ويلز ، أما جده فكان ابن جزار ، ولكنه أول من أدخل مهنة المحاماة في العائلة ، ولكن جورج إيفرست حصل على تعليم عسكري ، بعد ذلك انضم لشركة الهند الشرقية التي كانت تحكم الهند ، ووصل إيفرست إلى الهند وهو في سن السادسة عشر .

ولا يعرف الكثير عن سنوات إيفرست الأولى في الهند ، ولكنه كان موهوب في الرياضيات وعلم الفلك ، وفي عام 1814م تم انتدابه إلى جاوة ، وقد عينه الحكم مساح للجزيرة ، ثم عاد إلى البنغال عام 1816م وقام بتحسين المسح البريطاني لمنطقة نهر الجانج ، ثم قام بعد ذلك بمسح ما يقرب من 400 ميل ممتدة من كالكوتا إلى بيناريس .

وقد لفتت أعمال إيفرست انتباه العقيد ويليام لامبتون والذي اشتهر بأنه “قائد المسح المثلثي العظيم ” ، فقام بتعيينه كمساعد رئيسي له ، وقد أصبح إيفرست مسئولًا عن الكثير من العمل الميداني ، حتى أصيب بالملاريا في عام 1820م ، مما اضطره للبقاء في رأس الرجاء الصالح لفترة حتى يتعافى .

عاد إيفرست للهند في عام 1821م ، وبعد وفاة لامبتون عام 1821م أصبح هو المشرف الرئيسي على المسح المثلثي العظيم ، ولكنه عانى بسبب سوء حالته الصحية حيث أصيب بالحمى والروماتيزم مما جعله يصبح شبه مشلول ، فعاد إلى إنجلترا في عام 1825م ، وقضى هناك خمس سنوات حتى تعافى ، وتم انتخابه زميلًا للجمعية الملكية البريطانية في عام 1827م ، وقد قضى معظم أوقاته هناك في الضغط على شركة الهند الشرقية ، لتوفير معدات أفضل وأساليب أكثر تقدمًا للمسح .

وفاته :
عاد إيفرست للهند وقام باستكمال مشروع المسح المثلثي ، ونشر ما يعرف “بحساب مقطعين من قوس الهند الجنوبي” ، والذي حصل بسببه على ميدالية من الجمعية الفلكية الملكية ، وتم انتخابه لاحقًا لزمالة الجمعية الملكية الأسيوية والجمعية الجغرافية الملكية ، ثنم تمت ترقيته لرتبة العقيد إيفرست في عام 1854م .

وقد توفى في منزله في حديقة هايد بارك في 1 ديسمبر 1866م ، وتم دفنه في كنيسة سانت أندروز .

جورج إيفرست وأعلى قمة في العالم :
وفي الواقع لم يكن لجورج إيفرست أي ارتباط بالجبل الذي يحمل اسمه ، ففي وقت عمل جورج إيفرست لم يكن لبريطانيا سيطرة على منطقة نيبال التي يقع فيها الجبل ، ولكن جورج إيفرست كان المسئول عن توظيف أندرو سكووت وو والذي يعد أول من دون ملاحظة رسمية عن الجبل ، وأيضًا كان المسئول عن توظيف وراداناث سيكدار أول من قام بحساب طول الجبل .

وقبل أن يتم تسميته كان الجبل يحمل اسم “القمة ب” ، وفي عام 1856م أرسل وو إلى الجمعية الجغرافية الملكية خطاب يخبرهم فيه أنه يعتقد أن تلك القمة ربما تكون الأعلى في العالم ، وقد اقترح تسميته باسم إيفرست سلفه في عملية الاستكشاف ، وكان سكان نيبال ومنطقة الهيمالايا يستخدمون أسماءً مختلفة للجبل .

ولكن لم يكن هناك اسم محدد ، لذلك اجتمعت الجمعية الجغرافية الملكية لاختيار اسم ، وقد تم ترشيح أسماء أخرى محلية للجبل منها “ديفا دونجا” ، وكان اسم إيفرست من بين المرشحين ، ولكنه هو نفسه اعترض على إطلاق اسمه على الجبل ، للأ أن الاسم لا يمكن نطقه أو كتابته باللغة الهندية ، ولكن بالرغم من ذلك استقرت الجمعية على اسم جبل ايفرست بشكل رسمي عام 1865م .