قصة المستكشف الإيطالي جون كابوت

على الرغم من أن التفاصيل الدقيقة لحياته وحملاته موضع خلاف ونقاش إلا أن جون كابوت طور فكرة الإبحار غربًا للوصول لثروات آسيا أثناء عمله مع تاجر فينيسي في أواخر التسعينيات من القرن الخامس عشر الميلادي  عام 1490م ، كان يعيش في إنجلترا وحصل على عمولة من الملك هنري السابع من أجل القيام برحلة عبر شمال المحيط الأطلسي .

أبحر من بريستول في مايو عام 1497م ووصل إلى اليابس أواخر يونيو لم يتم تحديد الموقع الذي هبط فيه ولكن على أدق التقديرات فقد هبط في أما في جزيرة كيب بريتون أو جنوب لابرادور وبعدها عاد للإنجلترا ليبلغهم عن نجاحه ثم ذهب في رحلة استكشافية ثانية عام 1498م ولم يتم العثور إلا على حطام السفينة .

حياة جون كابوت المبكرة :
ولد جيوفاني كابوتو باللغة الإيطالية عام 1450م في جنوة Genoa ، وانتقل إلى البندقية حوالي 1461م وأصبح مواطن فينيسي عام 1476م ، تشير الأدلة أنه كان يعمل تاجرًا في تجارة التوابل في بلاد الشام وشرق البحر المتوسط وربما سافر لجزيرة العربية المركز التجاري الهام للسلع الشرقية والغربية ، درس الملاحة وطريقة صنع الخرائط في هذه الفترة وأصبح مهتمًا بإمكانية الوصول إلى أسواق آسيا الغربية عن طريق الإبحار باتجاه الغرب .

خلال العقود القليلة التالية لذلك لا تعتبر أنشطة كابوت معروفة ربما قضى عدة سنوات في فالنسيا وإشبيلية ، اسبانيا ، وربما كان في فالنسيا في عام 1493 ، عندما مر كولومبوس عبر المدينة في طريقه إلى إبلاغ الملوك الأسبان نتائج رحلته الغربية (بما في ذلك اعتقاده الخاطئ بأنه في الواقع وصل آسيا) ، وبحلول نهاية عام 1495م وصل كابوت إلى بريستول في إنجلترا وهي مدينة ساحلية كانت بمثابة نقطة انطلاق للعديد من البعثات السابقة إلى شمال الأطلسي .

ومن هناك عمل على إقناع التاج البريطاني بأن انجلترا ليست مضطرة للوقوف في وضع المتفرج وأسبانيا تقتحم العالم الجديد وأنه كان من الممكن الوصول لقارة آسيا بواسطة  طريق أكثر شمولًا من الطريق الذي سلكه كولومبوس .

رحلة كابوت الأولى :
وفي عام 1496م أصدر الملك هنري السابع براءة اختراع إلى كابوت وابنه والتي سمحت لهم للقيام برحلة من أجل الاكتشاف والعودة بالبضائع للبيع في الأسواق الإنجليزية ، أبحر كابوت خارج بريستول على متن السفينة الصغيرة ماثيو في مايو 1497م مع طاقم مكون من 18 رجل ، ووصلت البعثة إلى اليابسة في أمريكا الشمالية في 24 يونيو وكان الموقع الذي وصلوا إليه محل نزاع ، وعندما وصل للشاطئ ورأى علامات المسكن ولم يرى أي أشخاص فاستولى على الأرض ورفع الأعلام الإنجليزية والفينيسية .

استكشف كابوت المنطقة وسمى معالم مختلفة فيها جزيرة  St. John وجزيرة St. George’s Cape وجزر Trinity Islands ، وجزر England’s Cape وقد تتطابق هذه المواضع مع المكان الحديث المعروف اليوم باسم  Cabot Strait وهي القناة التي يبلغ عرضها 60 ميل والتي تمتد بين جنوب غرب نيوفاوندلاند وجزيرة Cape Breton Island الشمالية ، ومثل كولومبوس اعتقد أنه وصل للساحل الشرقي لآسيا ، وعاد إلى بريستول في أغسطس 1497 مع تقارير مؤاتية للغاية عن التنقيب.

رحلة كابوت الثانية:
في لندن أواخر عام 1497م اقترح كابوت على الملك هنري السابع ، أنه ينطلق في رحلة استكشافية ثانية عبر شمال المحيط الأطلسي ، وهذه المرة سوف يستمر باتجاه الغرب من أول وصول له إلى أن يصل إلى جزيرة Cipangu (اليابان ) ، وفي فبراير 1498م أصدر الملك براءة اختراع للرحلة الثانية وانطلق كابوت من بريستول مع حوالي خمس سفن و200 رجل.

ولم يتم تحديد مصير الرحلة ولكن بحلول يوليو تعرضت إحدى السفن للتلف وسعت إلى الإرساء في أيرلندا ، وكان يعتقد أن السفن كانت عالقة في عاصفة شديدة ، وبحلول عام 1499م ، كان من المفترض أن يكون كابوت نفسه قد هلك في البحر ، بالإضافة إلى وضع الأساس لمطالبات الأراضي البريطانية في كندا .

أثبتت حملاته وجود طريق أقصر عبر المحيط الأطلسي الشمالي ، والذي سهل في وقت لاحق إنشاء مستعمرات بريطانية أخرى في أمريكا الشمالية .