قصة نجاح نائلة فاران

قد لا يتمكن الناجحون من مواصلة مسيرتهم في الحياة نتيجة رحيلهم المبكر ، ولكن أسمائهم تظل محفورة في سماء المتفوقين وفي قلوب البشر من حروف ذهبية ؛ وذلك لما قدمّوه في وقت وجيز للبشرية ، وقد كانت نائلة فاران واحدة ممن حققن النجاح في وقت قصير في مجال الطب النووي ، ولم يمهلها العمر أن تتم مسيرة نجاحها حيث توفيت عن عمر يناهز السابعة والثلاثين .

من هي نائلة فاران :
أنها الطبيبة نائلة محمد حبيب آل فاران التي وُلدت عام 1978م بالمملكة ، التحقت بكلية العلوم الطبية التابعة لجامعة الملك سعود حيث تخرجت من تلك الكلية خلال عام 2002م ، خصصّت دراستها في مجال الطب النووي ، لتكون بذلك أول امرأة من المملكة تستطيع الحصول على شهادة اعتماد في مجال الطب النووي .

التحقت الدكتورة نائلة بالعمل في وحدة التصوير المتقدم التابعة لمركز ظهران الطبي ، كما وقع عليها الاختيار لتنضم إلى برنامج خاص بمجال الطب النووي في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية ، وتقدمت إلى الدراسة في جامعة تشارلز درو الموجودة بلوس أنجلوس ، وتمكنت من التدريب داخل مستشفى سانت جوزيف الواقعة بمقاطعة أورانج.

كانت بداية المسيرة العلمية بالنسبة للدكتورة نائلة حينما كانت طالبة بكلية العلوم الطبية ؛ حيث قامت بالمشاركة في أحد البرامج الصيفية ما بين عامي 1998م و 1999م ؛ وقد عملت شركة أرامكو على تنظيم ذلك البرنامج ، ثم اتجهت لتتدرب لفترة زمنية في تخصصها ما بين عامي 2000م و2001م.

وبعد تخرجها حصلت على عملها بوحدة التصوير المتقدم بظهران ، وخلال عام 2006م سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن تم اختيارها من أجل الانضمام إلى البرنامج الخاص بإصدار شهادات الاعتماد في مجال الطب النووي ، وكان لسفرها هناك تأثيرًا إيجابيًا حيث تمكنت من إتمام دراستها بجامعة تشارلز درو ، كما تمكنت من الحصول على تدريب عملي بمستشفى سانت جوزيف .

تمكنت الدكتور نائلة من الحصول على شهادتها العلمية من الولايات المتحدة خلال عام 2007م ، وقد أصبحت أول امرأة من المملكة تستطيع الحصول على شهادة اعتماد صادرة من مجلس إصدار شهادات خاصة بالطب النووي في مجال تكنولوجيا الطب النووي ، ثم حصلت على شهادة أخرى من أوروبا في مجال تصوير هشاشة العظام .

أصبحت الدكتورة نائلة ذات مكانة خاصة في إطار دائرة الخدمات الطبية بأرامكو في الظهران حيث أصبحت هي التكنولوجي الأعلى الخاصة بالأشعة الطبية ، وقد قامت بالعديد من المشاركات والإسهامات الدولية ؛ حيث ساهمت في تطوير الكثير من البروتوكولات التي يتم إتباعها في التصور بمجال الطب النووي ، كما ساهمت في إضافة بروتوكول يختص بمرض سرطان الثدي .

كانت لها اهتمامات خاصة من خلال كتاباتها التي كان تصدر في نطاق محدود عن طريق مدونتها الشخصية ؛ التي كانت تتحدث فيها عن قضايا المرأة في المملكة بوجه خاص وفي المجتمع العربي بوجه عام ، وكانت تسعى بشكل دائم من أجل المشاركة في المؤتمرات الطبية على مستوى العالم .

وفاتها :
توفيت الدكتورة نائلة فاران في شهر نوفمبر من عام 2015م داخل مستشفى أرامكو عن عمر يناهز 37 عامًا ، وذلك بعد معاناتها الشديدة مع المرض ، وقد أثرّ خبر وفاتها على كل متابعي أخبارها ؛ حيث ترك ذلك الخبر في النفوس حزنًا شديدًا على فراق هذه النابغة التي خلفّت إرثًا من النجاح العلمي .