Site icon ترند بالعربي – Trend Bel Arabi

قصة سوجورنر تروث

ولدت سوجورنر تروث  Sojourner Truth في زمن العبودية الأمريكية ولكنها استطاعت الهروب للحرية حتى أصبحت واحدة من أهم النشاطات الأمريكيات من أصل أفريقي وناشطة في حقوق المرأة ، استخدمت رسائلها القوية لإيقاظ الضمير الأمريكي لكي يفتح عينيه على الظلم والعبودية والتميز ضد طبقة العبيد في أمريكا .

ولدت سوجورنر لأبوين هما جيمس وإليزابيث باومغري من طبقة العبيد في العام 1797م ، عند الولادة سميت ايزابيل لأسرة مكونة من 12 فرد في عقار في بلدة إسبوسيوس ، 95 ميل شمال مدينة نيوريورك ، وفي العام 1809م عندما توفي مالك العبيد الهولندي تشارلز هاردنبيرغ تم بيعها وهي لم تتجاوز عامها التاسع بمبلغ 100 دولار لمالك جديد يُدعى جون نيلي والذي كان يضربها في كثير من الأحوال .

ثم بيعت بين عدد من مالكي العبيد مرات ومرات قبل أن تنتقل إلى جون دومونت (John Dumont ) من ويست بارك في مدينة نيويورك ، وتحسنت حالتها رغم أنها كانت تتعرض لمضايقات من زوجة جون ، وفي العام 1815م بدأت علاقتها مع عبد من مزرعة مجاورة وكانت العلاقات محظورة تمامًا من قبل مالك العبد روبرت تشارلز فأخذ يضرب العبد بشدة حتى مات من أثر الجروح ظل هذا الحادث الأليم إرثًا مؤلمًا لها طوال حياتها ، ثم تزوجت من عبد يكبرها بعشرين عامًا كان متزوج ومعه أبناء .

” يذكر أن مدينة نيويورك كانت من أوائل المدن الأمريكية التي بدأت في إنهاء العبودية منذ عام 1799م ولكنها لم تنتهي رسميًا إلا عام 4 يوليو عام 1827م “، كانت سيدتها قلة من منحها حريتها ، وقبل عام من تغير القانون أخذت ابنتها الرضيعة صوفيا وتركت منزل دمونت لتعمل كخادمة في منزل عائلة فان واجينن.

وعلى الرغم من انتهاء العبودية علمت سوجورنر تروث أن ابنها بيتر البالغ خمس سنوات قد بيع لأحد التجار في آلاباما كانت من الولايات المتعمقة في شراء العبيد وبمساعدة أرباب عملها الجدد أخذت دوبونت للمحكمة وقالت أنه باع ابنها بطريقة غير شرعية وفازت بالقضية ضد مالكها السابق وتم إعادة أبنها بيتر ثانية إليها وكانت تلك هي المرة الأولى التي تحصل سيدة سوداء على دعوة بالقبول ضد رجل أبيض ، وكان من المواقف الهامة ، كان لتروث نازع ديني فتحولت لديانة المسيحية الإنجيليه .

أمضت بعض الوقت مع الإنجيلي المسيحي إيليا بيرسون  وماتياس الذي أسس مستعمرة ماثياس المملكة الطائفية ، وعندما مات بيرسون اتهمت تروث بالسرقة هي وآخرون ولكن القضية أغلقت خارج المحكمة ورفعت تروث دعوة كذب وقذف ضد أولئك الذين قدموا ادعاءات كاذبة وفازت في قضيتها الثانية .

وفي العام 1843م تبنت اسمًا جديدًا Sojourner Truth لأنها حتى ذلك التوقيت كانت تُعرف باسم إيزابيل ، عكس هذا الاسم حريتها الجديدة وتفاديها الديني ، وشعرت في تلك التوقيت بضرورة السفر حول أمريكا لتحدث عن قضايا العبيد وأشكال الظلم الذي يتعرضون له وكان لإيمانها الديني دورًا هامًا في قناعتها الداخلية للنضال من أجل العدالة ، وأصبحت أكثر نشاطًا في مجال دعم حقوق المرأة والتسامح الديني وإصلاح السجون وانضمت لرابطة نورثامبتون للتربية والصناعة في نورثهامبتون ، لتشجيع إلغاء العبودية .

وفي العام 1850م ساعد وليام لويد جاريسون تروث على نشر سيرتها في كتاب تحت عنوان The Narrative of Sojourner Truth: A Northern Slave ، حقق الكتاب نجاح كبير وساعدت إيراداته على دم اسفارها والتزاماتها وقامت ببيع بطاقات صغيرة تحت عنوان I sell the shadow to support the substance ، ساعدت عائدات الكتاب والبطاقات على فك الرهن العقاري لمنزلها في قرية فلورنسا ، وبدأت في تقديم مزيد من الخطب رفيعة المستوى ، ومعقد مؤتمرات عن حقوق المرأة.

وفي مايو عام 1851م حضرت اتفاقية حقوق السيدات في أوهايو وألقت خطابًا شهيرًا وطالبت فيه بالمساواة بين النساء ولا سيما السود ، تأثر الجمهور بالخطاب وأعطي انطباع قوي عن قضايا التمييز والعبودية ، كما أنها كانت مغنية جيدة في العام 1840م سبقت وغنت للجمهور في مؤتمر لإلغاء عقوبة الإعدام ، وطوال فترة الخمسينيات والستينيات من القرن التاسع عشر ألقت تروث العديد من الخطب في جميع أنحاء الولاية وفي كثير من الأحيان كانت الجماهير معادية تمامًا ولكنها كانت قادرة على تكيف خطابها مع سياق الوقت والمكان .

في العام 1856م باعت تروث منزلها في نورثهامبتون وانتقلت إلى باتل كريك بولاية ميشيغان واستمرت في إلقاء الخطب وعقد المؤتمرات والمحاضرات ، وبالإضافة لذلك شاركت في العمل المباشر في واشنطن وحاولت إجبارهم على إلغاء العبودية ، وفي العام 1872م مع الانتخابات ، بدأت في المطالبة حق العبيد في التصويت في الانتخابات .

ومع الحرب الأهلية عملت على تجنيد القوات السوداء وإمداد الجيش لتحسين حالة العبيد المتحررين في واشنطن ، وبعد الحرب سعت لتشجيع الكونغرس على منح الأراضي للعبيد المحررين في الغرب ، فلابد أن يكون للعبيد أراضيهم الخاصة .

في العام 1864م العام الذي شهد إعلان تحرر العبيد من قبل الرئيس الأمريكي بإبراهام لينكولن كان من العلامات السياسية البارزة في الحقوق المدنية ، كانت واحدة من الإنجازات القوية التي دعت إليها وتحققت وهي على قيد الحياة .

وفي يوم 26 نوفمبر لعام 1883م توفيت تروث عن عمر يناهز 87 عامًا ، وبعد 37 عامًا من وفاتها تم منع التصويت على أساس الجنس ، في العام 2009م أصبحت أول سيدة سوداء يتم تكريمها بتمثال نصفي في مبنى الكابيتول الأمريكي ، وفي العام 2014م تم إدراجها بفي قائمة مؤسسات سميثسونيان لأهم 100 شخصية أمريكية ، بجانب إدراجها في قائمة النساء اللاتي غيرن التاريخ ..

Exit mobile version