مسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات الكثيرة ، كان من الرجال المخلصين للأمة كان هو السياسي البارز والإعلامي المحنك وكذلك الشاعر المخضرم ، لقب بعدة ألقاب منها شاعر الأمير فيصل ، وشاعر الشباب ، كان يمتلك حس فني رقيق ومرهف المشاعر .
لعب عبدالله بالخير دورًا سياسيًا بارزًا فقد كان مترجمًا للملك المؤسس رحمة الله ، ثم مديراً عاماً للإذاعة والصحافة عند إنشائها عام 1955م ، كان أحد المترجمين الأساسين للمؤسس رحمه الله رافقه في العديد من الرحلات والجولات ، وتولى رئاسة الديوان الملكي في عهد الملك سعود رحمه الله .
المولد والنشأة :
ولد الشيخ عبدالله بالخير في قرية غيل بالخير عام 1323هـ الموافق 1902م ، تعلم فيها مبادئ القراءة والكتابة في غيل خير بحضرموت ، ثم تعلم الحساب وحفظ القرآن الكريم ، هاجر والده وهو بعمر الثانية عشر إلى الحجاز وسكن في حي الشبيكة في مكة المكرمة ، ثم التحق بالتعليم النظامي بالمدارس الأهلية مدرسة الفلاح ، تم اختياره من ضمن البعثة المسافرة إلى بيروت لدراسة في الجامعة الأمريكية هناك .
بعد عودته من البعثه عمل في وزارة المالية ، ثم عمل بالشعبة السياسية داخل ديوان الملك عبدالعزيز آل سعود رحمة الله كمترجم داخل قسم الاستماع ، تم انشاء شعبة الإذاعة التابعة للشعبة السياسية في منتصف الخمسينيات ، وكان عملها هو رصد الإذاعات العالمية ورفع التقرير للملك عبدالعزيز رحمة الله .
كان عبدالله بالخير أحد أهم المترجمين كان الملك المؤسس طيب الله ثراه يصحبه معه في كل رحلاته ، فقد ترجم اللقاء التاريخي أثناء الحرب العالمية الثانية مع الرئيس الأمريكي روزفلت ، وترجم اللقاء التاريخي مع تشرشل رئيس الوزراء البريطاني في أربعينيات القرن المنصرم .
أيضًا رافق عبدالله بالخير كلًا من الأمير فيصل بن عبدالعزيز والأمير خالد بن عبد العزيز أثناء رحلاتهم إلى القارة الأوربية منها مؤتمر عدم الانحياز في باندونج ، ومن أهم المناصب التي تقلدها عبدالله بالخير هي رئاسة الديوان الملكي في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز رحمة الله ، فقد كلفه حينها بإنشاء المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر وكان يقوم بمهام وزير الإعلام وأصبح أصبح مديراً عاماً للمديرية في الفترة بين 1374-1382ه الموافق 1954-1962م .
في عهده ازدهر الإذاعة والتلفزيون وقام بإنشاء إذاعة صوت الإسلام ومجلة الإذاعة وتم نقل الإذاعة من مكة إلى جدة وعمل على استقطاب الكفاءات العربية الإذاعية وبلغ عدد الصحف المطبوعة في عهده إحدى عشر صحيفة ، مجلة المعرفة التابعة لوزارة المعارف ، ومجلة الإذاعة بجدة ، وجريدة القصيم وجريدة الحزيرة ومجلة القافلة ومجلة الروضة للأطفال ، واتسم عهده بعصر الانفتاح الصحفي بعد إلغاء الملك فيصل رحمه الله الرقابة على الصحف .
ثم اصدر الملك سعود بن عبدالعزيز أمرًا بتعين الشيخ برتبة وزير مفوض من المرتبة الأولى تقديراً لأعماله ، وتم تعينه مشرف على المديرية الجديدة للصحافة والنشر ، وكان الشيخ أيضًا شاعرًا كتب نحو خمسة عشر نشيدًا وظنيًا .
الوفاة :
توفى الشيخ عبدالله بالخير في الرابع من شوال لعام 1424هـ عن عمر يناهز المائة عام أثناء تلقيه العلاج بأحد المستشفيات اللبنانية وقد أوصى أن يدفن بمكان وفاته وذلك تيمنًا بالسنة النبوية الشريفة ، رحمه الله رحمة واسعة جزاءً لما قدمه للوطن من عطاء كثير.