Site icon ترند بالعربي – Trend Bel Arabi

قصة حزام العجالين

من لا يعرف الوطنية حقًا لا يعرف الشيخ حزام العجالين ، فهو رجل سطر اسمه ضمن كوكبة من الأبطال الشجعان ؛ الذين كان لهم دورًا رائدًا في بناء كيان المملكة وجمع كلمتها تحت إمرة الملك المؤسس طيب الله ثراه ، والشيخ حزام العجالين من شيوخ قبيلة الدواسر المعروفين ، والذي وصفه المؤرخين بأنه من أمهر الرماة والفرسان المعدودين في المملكة ، واشتهر بين الناس بنصرة المحتاج ومساعدة الفقير ، فقد كان رجلًا خيرًا لا يتورع عن خدمة المحتاج.

مولده ونشأته :
ولد الشيخ حزام بن خزان بن سعد العجالين الفرجان الدوسري بالأفلاج عام 1275هـ ، و1858م ، ونهل من علمها ، وترعرع في قلبها على مكارم الأخلاق وعادات العرب الأخيار ، فكان من ذوي الأخلاق الرفيعة ، والسخاء الكبير ، فلم يترك أحدًا من ذوي الفقر والفاقة إلا ومد له يد العون ، فهو من بيت عامر مفطور على الكرم الذي اشتهرنا بيه كعرب ، فكان حزام العجالين يرسل خادمه إلى السوق لكي يدعى الضيوف إلى قصره ويحتفي بيهم سواء كان موجود في أو حتى بالخارج ، وظل الشيخ هكذا يفتح بابه دائمًا على مصرعيه أمام كل طالبيه حتى وافته المنية.

اقتحام المصمك :
كان الشيخ حزام العجالين وابن عمه ثلاب من أبرز القادة المشاهير في موقعة المصمك ، فقد سطر لهم الكتاب والمؤرخون صفحات عبروا فيها صولاتهم وجولاتهم في الحروب التي خاضوها مع المؤسس ، فكان الرجلان حريصين كل الحرص على الالتحاق بالملك عبدالعزيز ، وربوا أبناءهم على هذا ، وكان لكلاهما عنده نفس المكانة والجاه لما أظهروه من شجاعة وإقدام في تحقيق الأمن والأمان بين ربوع المملكة ، وقد كان الشيخ حزام العجالين ضمن الطليعة التي اقتحمت قصر المصمك عام 1319هـ ، واشتهر بينهم بأنه أحد أمهر القناصة في عصره.

غزوات وحروب :
بعد استرداد الرياض لم يقف عطاء الشيخ حزام بل استمر ودام سنوات طوال ، فيبين المؤرخ عبدالله بن زايد الطويان أن الشيخ حزام اشترك في العديد من الوقعات الحربية التي تلت استرداد الرياض ، وكان يقوم بتجهيز الغزو من منطقته الأفلاج للمشاركة في كافة الحروب التي يشنها الملك ، كما اشترك في العديد من حملات توحيد المملكة.

مكانته وحبه لدى القبائل :
روى الشيخ راشد بن خضير بن شامان الهواملة أنه من شدة حب وإعجاب القبائل بصفات الشيخ حزام قامت قبيلة أل مرة بتسمية خمسين رجلاً على اسم الأمير حزام ، وذلك لأن تلك القبائل العربية كانت تحرص أشد الحرص على التمسك بالخصال العربية الأصيلة والمواجيب فيما بينهم ، ولأن الشيخ حزام كان من أكثر الناس إلتزاما بتلك الخصال انبهرت به القبائل وتمنت أن يكون أبناءها على دربه ، فسموهم باسمه حبا له وتوسما فيه.

مكانته عند الملك :
كما كانت مكانة الشيخ حزام عالية عند القبائل كانت عالية ومميزة لدى الملك طيب الله ثراه ، وذلك لما قام به من أعمال بطولية جليلة ومشاركته في اقتحام قصر المصمك ، بالإضافة إلى مساعداته الجليلة للآخرين من فك الرقاب ، وإخراج السجناء ومساعدة المحتاجين كما كان يفعل الوجهاء من أبناء عمومته ، وقد سجل الشعراء عنه أبياتًا خلدت ذكره ومنها قول الشاعر سعد بن سالم بن سويحل الخضران رحمه الله:

يوم المواقف هي مواقف سلاطين   وحزام يعرف وين رايه وشوره
حزام يعرف عند تالي المخلين       وترى العلوم موثقه ومخبوره
وحزام يعرف عند فك المساجين     فك السجين اللي توثق وسوره

ووفاء للشيخ حزام سميت عديد من شوارع المملكة باسمه في مدينتي الرياض والطائف ، كما نفذت جائزة في سباق الفروسية باسم حزام الدوسري تكريمً لذكراه ، والجدير بالذكر أن والده الشيخ خزام كانت له مكانة كبيرة لدى الملك فهد حيث منحه وسام الرواد فليس غريبًا أن يخرج هذا الشبل من ذاك الأسد.

Exit mobile version