قصة نجاح إرنست همنجواي

ولد إرنست هيمنجوري في يوليو الموافق لعام 1899م ، في ولاية أواك بارك الأمريكية ، كان والده يعمل طبيبًا ويهوى الصيد والاستكشاف ومولع للغاية بالتاريخ الطبيعي ، بينما كانت أمه ذات ميول موسيقية عالية ، وتميل إلى التدين مقارنة بوالده.

لطالما عشق إرنست أجواء الحرب والسلاح ، ورغب في الالتحاق بالجيش في شبابه ، ولكنه كان قد ورث عن أمه عيبًا خلقيًا في عينه منعه من الانضمام للجيش في هذا الوقت ، فاضطر إرنست إلى الانضمام متطوعًا في الصليب الأحمر الإيطالي ، حيث شارك في إنقاذ العديد من الأشخاص بنهاية الحرب العالمية الأولى.

وخلال عمله الميداني مع الصليب الأحمر ، أصيب إرنست برصاصة في إحدى قدميه ، وبعض الشظايا المتفرقة بجسده ، أثناء محاولته إنقاذ أحد الجنود مما اضطره إلى الذهاب إلى المشفى ، والخضوع لعدد من العمليات الجراحية ، مما ألزمه الرقود بالمشفى لطيلة شهر كامل ، من أجل الخضوع للعلاج ونال خلالها رتبة ملازم ووسام الشجاعة.

وأثناء وجوده  في إيطاليا ، تعرف على ممرضة خلال فترة تواجده وتعافيه داخل المشفى ، وكانت تدعى أغنيس فون كوروسكي ، ونشأت بينهما علاقة حب قوية واتفقا سويًا على الزواج ، وعقب نهاية خدمته في عام 1919م وعندما توجه إرنست لخطبة حبيبته ، فوجئ بأنها قد خُطبت لضابط إيطالي آخر ، وفي بعض الروايات قيل أنها قد تزوجت من أحد رجال الأعمال ، ولكن الرواية الأكثر تداولاً هو أنها تزوجت غيره وظلا على تواصل حتى بعد زواجه هو الآخر.

وكان لتلك الفترة التي قضاها إرنست بالمشفى لمدة تجاوزت الشهر ، دورًا قويًا في مسيرته الأدبية ، حيث أبدع في سرد قصته وتجربته أثناء تطوعه بالصليب الأحمر ، وصدر أول أعماله الأدبية رواية وداعًا للسلاح.

وكانت تلك الرواية تمثّل سردًا لقصة الحرب التي عاشها إرنست ، حيث نقل تجاربه خلال تلك الفترة العنيفة من حياته ، وعملت بعض الشخصيات الرئيسة في روايته مثلما عمل هو في إنقاذ وإسعاف المصابين ، وتناول أحداث الحرب في روايته تلك من خلال شخصياته الرئيسة وجسد من خلالها التأثير النفسي والجسدي للحرب على الجنود والمشاركين بوجه عام في الحرب.

انتقل إرنست بعد ذلك للعمل في بلاط الصحافة ، وطرح لقاءات عدة جمعته بالعديد من الشخصيات السياسية الكبرى مثل كليمانصو وموسوليني ، كما عمل مراسلاً صحافيًا في فترة الحرب الأهلية الإسبانية ، وتأثر أسلوب كتابته بوجه عام بطبيعة عمله الصحفي فيما بعد ، فأصبحت كنباته تتسم بالجمل القصيرة .

وخلال فترة قصيرة أصبح إرنست واحدًا من أقوى كتّاب الأعمدة بالصحف الأمريكية ، كما تعرف على أشهر أدباء فرنسا ، في الفترة التي شهدت حراكًا ثقافيًا بفرنسا التي كانت تعيش في العشرينات من القرن المنصرم ، أوج تألقها الثقافي ، وتم طباعة آلاف النسخ من مؤلفاته والتي كان من أشهرها رواية لمن تقرع الجرس ، والتي صدرت عام 1940م ، ثم تحولت فيما بعد إلى فيلم سينمائي.

وفاته :
لقي إرنست مصرعه في كوبا ، حيث عثر في منزله على مذكراته التي كان قد كتبها خلال سنواته الأخيرة ، وكان قد روى فيها قصة حبه الأولى التي تركت في روحه ندوبًا لا تنضب ، وظل يعيش إرنست على ذكراها طويلاً رغم الفراق.

كان سقوط إرنست بسبب حبًا لم ينله ، وتركه شديد التعاسة إلى الأبد. وكان إرنست قد لقي مصرعه عندما أطلق على نفسه الرصاص وانتحر مستخدمًا بندقية صيد ، كان قد أهداها والده إياها في طفولته عام 1909م ، كانت رفيقته طوال حياته ثم انتحر مستخدمًا إياها عام 1961م.

ولم يكن إرنست هو أول من ينتحر في عائلته ، فقد سبقه والده من قبل وعمه شقيقتيه ، ثم من بعده انتحرت حفيدته ! ويبدو أن عائلة همنجواي كان لديها جينًا متوارثًا يجعلهم يضعون حدًا لحياتهم في وقت ما ، حتى إرنست الذي ظن والده يومًا ما أنه رسوف يغدو جبانًا ولن يستطيع أن ينهي حياته ، خالف ظن والده مطلقًا على نفسه الرصاص دون سابق إنذار بغرفة قصية داخل قصره.

وضع إرنست حدًا لحياة كاتب أمريكي مشهور ، مثّل أحد أعمدة الأدب الأمريكي وحاز على جائزة نوبل عام 1954م ، وكان بارعًا بالصيد والمصارعة ورياضي من الطراز الأول.