وقعت مجزرة بينجارا في 28 أكتوبر لعام 1834م يُذكر الحدث كواحدة من المجازر الأكثر بشاعة لقتل السكان الأصليون في أستراليا وواحد من المجازر البشعة في تاريخ أستراليا .
معركة أم مذبحة ؟
حتى الآن وبعد قرابة قرنين من الزمان ، كان الحدث في أستراليا الغربية سبباً في إثارة الكثير من الجدل ، حيث يشار إلى أنها معركة بينجارا في بعض التواريخ – مما يوحي بأن وفيات السكان الأصليين كانت جزءًا من صراع ينطوي على عدوان متبادل ، في حين يرى آخرون أن مصطلح “المجزرة” هو الوحيد القادر على وصف الأحداث التي وقعت في بينجارا .
في نهاية المطاف ، يمكن وضع تشخيص لكل هذه التفسيرات ، فقد أظهر السكان الأصليون في المنطقة عدوانًا للمستوطنين الأوروبيين هناك ، وعلى الرغم من أن المرء قد يجادل بأن هذا كان نتيجة حتمية لانتقال الأوربيون لهم وأخذ أراضيهم وذلك من وجهة نظر الذين يطلقون على الحادث اسم مجزرة بسبب قتل عدد هائل من السكان الأصليين وخاصة من النساء والأطفال .
التوترات قبل أحداث العنف :
جاءت أصول الأحداث المأساوية في بينجارا عند وصول أول مستوطنين أوروبيين إلى غرب أستراليا ، في عام 1829م بقيادة الكابتن جيمس ستيرلنغ تم إنشاء مستعمرة سوان ريفر بسرعة و هي تعرف اليوم باسم منطقة بيل في أستراليا ، كانت هذه المنطقة مأهولة منذ آلاف السنين بأفراد من قبيلة بيندجاري ، وهي شعوب أصلية للمنطقة ، ومشهورة بقدراتها على صنع الرماح .
سرعان ما بدأت التوترات تتشكل بين المستوطنين البيض والأوروبيين وأفراد قبيلة بندجاريب ، في حين أن السكان الأصليين وفقًا لتقاليدهم الشعبية قالوا أن الأوربيون هم الأشباح العائدين من أسلافهم الموتى ، وتم إعلان منطقة ستيرلنغ إقليمًا من قبل إنجلترا ، بحجة أن بيندجاريب يجب تكون مسئولة أمام القانون الإنجليزي .
وبينما كان المستوطنون يوسعون أراضيهم ويضمون المزيد من الأراضي ويؤسسون المزارع والمستوطنات والبلدات ولكن في نهاية المطاف بدأ الصراع ينشأ ، وكانت إحدى القضايا الرئيسية هي الاختلاف الأساسي في أساليب الممارسات الزراعية ، كان شعب بينجارا يمارس أسلوب ” firestick farming ” ، وهي طريقة يتم فيها إحراق أجزاء من الأدغال للصيد وتشجيع الأرض على إعادة النمو ، أما بالنسبة للمستوطنين البيض مع القليل من الفهم لهذا التقليد ، بدا الأمر وكأنه هجوم عليهم وخاصة في المناسبات التي انتشرت فيها الحرائق بعدما هم بدؤوا بالزراعة .
تصاعد العداء :
وظلت علامات الاستياء تتصاعد في المنطقة خلال سنوات قليلة ، حيث أن رغبة المستوطنين في الأرض تضغط بشكل متزايد على السكان الأصليين ، وفي عام 1834م ، عندما كان المستعمرون يكافحون لإطعام أنفسهم ، أمر الحاكم ستيرلنغ بحصص الدقيق التي أعطيت للقبيلة كوسيلة للحفاظ على السلام في المنطقة .
في 24 أبريل / نيسان ، شنت مجموعة من القبيلة غارة على الطاحونة في جنوب بيرث ، وقاموا بسرقة 445 كيلوجرامًا من الدقيق ، ربما كنتيجة لسوء تفاهم كانوا يعتقدون أن حصص الدقيق كانت تُدفع على الأرض التي أخذها المستوطنون منهم ، فقام المستوطنون بالقبض على ثلاثة من أفراد القبيلة يعتقد أنهم تورطوا في الحادث وتم جلدهم علانية ، وبعد عدة أيام رداً على عقابهم المهين شكل رجال بن جعرب مجموعة وقادوا انتقاماً ضد المستوطنين ، مما أسفر عن مقتل جندي وإصابة آخر بجروح خطيرة .
مع ارتفاع حدة التوتر ، انطلق الحاكم ستيرلنغ في رحلة استكشافية مع مجموعة من الجنود والشرطة في 26 أكتوبر كانوا يعتزمون توسيع منطقة الاستيطان لأرض جديدة في بينجارا ، وهي منطقة ذات أرض خصبة ، وكانت أيضًا منطقة في قلب مجتمع بيندجاريب .
في وقت ما في يوم 28 أكتوبر ، واجه حزب ستيرلنغ أعضاء من القبيلة ، انقسمت مجموعته إلى قسمين شغلت مواقع ذات جدوى إستراتيجية حول مخيم بيندجاريب ، وكانت التفاصيل الدقيقة للجانب الأول الذي يظهر العدوان غير واضحة ، حيث تقول بعض المصادر أن بيندجاريب ألقت رماحهم على رجال ستيرلنغ ، بينما زعم آخرون أن قوات ستيرلنغ فتحت النار أولاً عليهم .
في كلتا الحالتين ، بعد ما يقرب من ساعة من القتال اضطر المستعمرون إلى التراجع ، وقد قُتل مستوطن واحد فقط في القتال ، رغم أن عدة أشخاص ، من بينهم ستيرلنغ ، أصيبوا بجروح ، ولكن إلى اليوم من غير الواضح عدد الأشخاص من السكان الأصليين الذين قتلوا ، ولكن التقديرات تتراوح من حوالي خمسة عشر إلى المئات .