Site icon ترند بالعربي – Trend Bel Arabi

قصة معركة كارانسيبس

مرت على مدار التاريخ ، حروب ونزاعات دولية في وسط خضم تلك الأحداث ، وجدت أحداث غريبه جدًا شهد عليها التاريخ ، ونذكر منها معركة كارانسيبس ، والتي يطلق عليها معركة النيران الصديقة ، نظرًا لغرابة الحادث ، فهل شاهدت جيشًا يضرم النيران في نفسه ، ويهزم نفسه بنفسه من قبل !

زمان ومكان معركة كارانسيبس التاريخية :
وقعت في ليلة 21 سبتمبر عام 1788م ، وذلك خلال الحروب العثمانية النمساوية والتي وقعت مابين عام 1788م وحتى عام 1791م ، وجرت تلك الحادثة في مدينة كارانسيبيس التي تقع اليوم في رومانيا .

قصة معركة النيران الصديقة معركة كارانسيبس:
هي معركة كارانسيبس أو معركة شيش ، وتنطق بالرماني caransebes ، وباللغة التركية Şebeş .. وهي حادثة إطلاق نيران صديقة  في الجيش النمساوي ، فقد بدأ الأمر حينما قامت مجموعة من كشافة الجيش النمساوي بالتقدم لإستطلاع موقف الجيش العثماني ، وذلك من خلال عبور النهر ، وفي طريقهم وجدوا تجمع للغجر ( السكان المحليين ) ، حيث يباع الخمر فجلسوا وسكروا حتى الثمالة .

وفيما كان القائد في انتظار عودتهم ، لذا أرسل مجموعة من المشاة النمساويين عبر النهر للعثور عليهم ، وحين وصول المشاة أصبحوا على علم بما حدث مع مجموعة الكشافة وطالبوهم بالانضمام اليهم ، ولكن بسبب السكر رفضوا الانضمام لمجموعة المشاة ، واتخذوا موقف دفاعي ضدهم ، وقد اشتد الجدال والشجار بينهم  وفي خضم الجدال أطلق أحد الجنود النار ، فصاح أحد المشاة أنهم يتعرضون لهجوم عثماني !!. ( الأتراك ، الأتراك ).

واعتقدت فرقة الكشافة السكارى أن الأتراك جاؤوا من خلفهم ، ففروا إلي الكتائب المتقدمة من الجيش بهلع شديد ، فظنت هذه الكتائب المتقدمة بدورهم أن جيش العثمانيين هجموا بالفعل ! فبدأت كتائب المقدمة هذه في الهروب ناحية المعسكر الرئيسي .

ويذكر أنه كان بالجيش النمساوي جنود كثيرون يتحدثون الألمانية ، والصربية والكرواتية ، ولغات عديدة وكان كل منهم يصيح بلغة مختلفة ، فظن المعسكر أن هؤلاء هم الأتراك ، يعصفون بالمعسكر وقد تسبب الضجيج والفوضى في وصول ضابط المدفعية إلى الاستنتاج بأن المخيم تحت النيران ، لذلك أمر مدافعه بفتح النار، فاستيقظ العديد من الجنود على القتال ، وبدؤوا في إطلاق النار على كل ظل ، ونشب القتال وبدأ الكل في قتل من بجواره في حالة فوضى عارمة  .

ضحايا معركة النيران الصديقة :
وقد نتج عن تلك المعركة الفوضاوية ، أن هزم الجيش النمساوي نفسه ، وتم  قتل أكثر من 10000جندي ، عشرة آلاف جندي ، وفر الباقون .

وصول الجيش العثماني التركي :
وبعد يومين ، وصل الجيش العثماني بقيادة السلطان عبد الحميد الأول والصدر الأعظم خوجة يوسف باشا ، ليجدوا 10000 قتيل من النمساويين ، وقد أسروا 50000  ألف جندي نمساوي ، خمسون ألف جندي نمساوي ، حسب المصادر التركية ، وقد تعد تلك المعركة من أغرب المعارك التي مرت عبر التاريخ ، حيث هزم الجيش النمساوي نفسه بنفسه ، إنها من أكثر المعارك الهزلية في التاريخ على الإطلاق .

Exit mobile version