قصة حقيقية عن فضل الحوقلة

جملة صغيرة ولكنها بالغة الأثر ، تعين على تخفيف الهم ، ولو عرف الجميع معناها لساهمت في تخفيف معظم آلامنا وهمومنا ، وهي “لا حول ولا قوة إلا بالله ” ، لذلك حببنا رسول الله صلّ الله عليه وسلم فيها ، وأوصانا بالإكثار منها .

وقد قال عنها ابن تيمية ” قول لا حول ولا قوة إلا بالله يوجب الإعانة ” ولهذا جعلها النبي عليه الصلاة والسلام سنة ، فعندما كان المؤذن يردد عند كل صلاة حي على الصلاة ، كان الرسول عليه الصلاة والسلام يردد لا حول ولا قوة إلا بالله .

وقال ابن القيم عن الحوقلة : ” تحمل بها الأثقال ، وتقتحم بها الأهوال ويدخل بها على من تخافه ” ، ولا يقتصر فضل الحوقلة على الدنيا ، ولكن لها فضل كبير في الآخرة ، فقد قال عنها رسل الله صلى الله عليه وسلم أنها كنز من كنوز الجنة ، فقد روى البخاري من حديث أبي موسى الأشعري قال : “كنا مع النبي، صلى الله عليه وسلم، في سفر، فكنا إذا علونا كبرنا، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلا غَائِبًا، وَلَكِنْ تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا “، ثُمَّ أَتَى عَلَيَّ، وَأَنَا أَقُول فِيِ نَفْسِي : لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، فَقَالَ : ” يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ ، قُلْ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ “.

معنى لا حول ولا قوة إلا بالله :
جاء في تفسير الحوقلة عدد من الأحاديث منها ما جاء في حديث ابن مسعود، رضي الله عنه ، فيما أخرجه ابن النجار : “ألا أخبرك بتفسير “لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ”؟ لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله ، ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله ، هكذا أخبرني جبريل يا ابن أم عبد” صدق رسول الله صلّ الله عليه وسلم .

وقال ابن عباس رضي الله عنه في تفسيرها عن النبي صلّ الله عليه وسلم  ” أي : لا حول بنا على العمل بالطاعة إلا بالله ، ولا قوة لنا على ترك المعصية إلا بالله “.

قصة حقيقية عن فضل الحوقلة :
وهناك الكثير من القصص الحقيقية عن فضل الحوقلة ، منها ما ذكرته إحدى الفتيات عن أنها كانت فتاة عادية تعيش مثل معظم فتيات هذه الأيام لا تصلي بانتظام ولا تداوم على ذكر أو تسبيح أو قراءة قرآن ، وكانت حتى عندما لا تردد كلمة لا حول ولا قوة إلا بالله ، ترددها بلسانها دون أن تتفكر أو تدرك معناها .

ولكنها ذات يوم تعرضت لموقف وقع عليها فيه ظلم كبير ممن حولها ، واتهموها بشيء لم ترتكبه ، وقد حاولت أن توضح موقفها ولكن أحدًا لم يصدقها ، مما جعل الفتاة تبكي طوال الليل حتى جفت دموعها ، ولم يكن لديها أي قدرة على البكاء .

وفي اليوم التالي جلست الفتاة وهي شبه مذهولة من الموقف الذي تعرضت له وهي تشعر أن الدنيا قد ألمت في وجهها ، ولا تتحدث إلى أحد ، ولكنها فجأة وجدت أمامها كتاب يخص والدتها ، وعنوان الكتاب هو “لا حول ولا قوة إلا بالله ” ، وكان الكتاب به دعاء طويل ، في البداية ترددت في قرأته ، ولكنها وجدت نفسها تفتح الكتاب وتقرأ الدعاء ، ولكن تلك المرة كانت تردده داخل قلبها ، وبعد قراءة أول سطرين في الدعاء ، وجدت دموعها تنهمر ، وظلت تعيد ترديد الدعاء عدة مرات حتى شعرت براحة غريبة في قلبها .

بعد ذلك دخلت الفتاة لتنام ، وفجأة استيقظت على صوت هاتفها يرن ، ولكنها لم تصدق من يتحدث إليها ، إنها الفتاة التي تسببت في الظلم الذي وقع عليها ، وقد أخبرتها أنها تشعر بالندم عما حدث لها ، وظلت تعتذر وأخبرتها أنها ستحكي للجميع على الحقيقة ، وأنها لا تعرف كيف فعلت ذلك .

ومنذ ذلك اليوم قررت تلك الفتاة أن لا تتوقف عن الصلاة والذكر وخاصة قول “لا حول ولا قوة إلا بالله ، حتى أن أصدقائها لم يصدقوا أنها هي نفس الفتاة المستهترة التي كانوا يعرفونها بالسابق ، وذلك بفضل قول “لا حول ولا قوة إلا بالله ” .