في الخارج هبت ريح قوية وتمايلت أشجار السرو شمالًا ويمينًا وكاد يخبط بعضها بعضًا ، وعلى حبل الغسيل في البناية المجاورة تراقصت أكمام الملابس مع الريح وبعد انتهاء الدوام أجتمع الأولاد في النادي ، وضع بدر وجهه على زجاج النافذة ، ونظر إلى الخارج وقال هذا هو الوقت المناسب تمامًا لبناء طيارة ورقية .
قالت المرشدة سعاد سوف نبنى في البيت طيارة كبيرة ، قال بدر وسوف ترين في الغد الطيارة الجميلة التي سوف نحضرها ، قالت أحلام نعم نعم أنا وعلي ومجيد وفادي أصدقاء نحن جيران سوف نجهز في البيت طيارة كبيرة ونحضرها غدًا إلى النادي ، قالت المرشدة حسنًا إذا استمر هبوب الريح في الغد سنخرج جميعًا لنطير الطيارة .
في اليوم نفسه عمل الأولاد بجهد كبير في البداية حضروا قطع القصب في ساحة بيت عليّ بعدها أمسكت أحلام عيدان القصب بحذر ، وقام عليّ بربطها جيدًا ببعضها أما فادي ومجيد فأخذاه الورق الشفاف الملون وقصاه على شكل مثلثات وألصقاها ، ثم قاموا جميعًا بقص قطع صغيرة وملونة من الورق وحضروا منها ذيلًا طويلًا وجميلًا لطيارة ، جاء والد بدر وساعدهم في ربط خيط طويل وقوي لطيارة ولفه من الطرف الأخر على قطعة خشبية .
وأخيرًا اكتملت الطيارة ، طيارة ضخمة ملونة ولها ذيل طويل وجميل ، تعب الأولاد وحان وقت الراحة رأت أحلام في المنام الطائرة ترتفع وتحلق عاليًا فوق قمم أشجار السرو وفي العصر بعد الدوام ، أسرع الأولاد إلى بيت بدر لكي يأخذوا الطيارة إلى النادي ، أمسك بدر الطيارة وأمسكت أحلام الذيل وأمسك علي الخيط الملفوف على القطعة الخشبية وخرجوا سويًا إلى الشارع .
أرادا مجيد وفادي أن يمسكا الطيارة ولكن بدر لم يوافق فدفعاه قليلًا ، تعثر بدر ووقع على أحلام انفلت ذيل الطيارة من يدها وعلق بالسور ، أسرع علي لكي يمسك الذيل فداس على قدم رنا فغضبت رنا وضربته ، فأراد بدر مساعدة علي فشتم رنا وأخذوا جميعًا يتشاجرون ووقعوا على أحلام ، ووقعت الطيارة الورقية على الرصيف ممزقة ومحطمة ، قام الأولاد عن الأرض وشاهدوا الطيارة المسكينة ، قالت أحلام أنتم السبب ، وترقرقت عيناها الدموع وأخذ الأولاد الطيارة المحطمة وذهبوا إلى النادي خجلوا من أنفسهم وظلوا صامتين .
سألت المرشدة ما هذا أهذه هي الطيارة الكبيرة والجميلة التي انتظرنها طويلًا ووبختهم على فعلتهم وندم الأطفال وقالوا أنهم تعلموا الدرس جيدًا ..