قصة الكلب الأعرج

لافتة مكتوب عليها ، كلاب صغيرة للبيع ، كانت معلقة على جدار حانوت ، عندما وصل إليها دخل الطفل الصغير ، واستفسر عن سعر الكلب ، فأخبره البائع أن كل جرو يباع بحوالي ثلاث مائة من الليرات.

شراء الجرو :
مدّ الولد يده في جيبه ، ووجد معه مبلغ وفير من المال ، ولما عرف أن بإمكانه شراء جرو ، وطلب من البائع أن يرى الكلاب الموجودة في المحل ، صفر البائع للكلاب ، فخرجت كلبه كبيرة ، وكانت تمشي خلفها خمسة جراء ، بينما كان أحد الجراء متأخرًا عن أخوته في السير ، طريقة سير ذلك الجرو لفتت نظر هذا الطفل الصغير ، فسأل البائع لماذا يعرج هذا الجرو ؟

الجرو الأعرج :
فأجاب البائع ، دون أن يخفي عنه الحقيقة ، كما يفعل لقد ولد هذا الكلب أعرجًا ، كان مريضًا منذ ولد وهو يعرج ، وسيبقى على هذا الحال طول أيام عمره ، سيظل يعرج .

لن آخذ منك نقودًا :
شعر الطفل بسعادة كبيرة ، لم يفهمها الرجل ، وقال للبائع : هذا هو الجرو الذي أبحث عنه بالذات ، هذا هو الجرو الذي أريد أن أشتريه ، استغرب البائع من الفرح الغامر الذي حلّ على الطفل ، وقال له : إذا كان هذا هو الجرو الذي تريد أن تشتريه ، فلن آخذ منك نقودًا ، تبدلت ملامح الطفل وظهرت عليه ملامح الغضب والاستياء في الوقت ذاته ، وقال الطفل : لا أريد أن آخذ الكلب منك دون نقود مقابل ، فهذا الجرو لابد أن يكون ثمنه مثله مثل باقي الجراء !

ذهول وإصرار :
ثم نظر مباشرة في عيني البائع ، وقال بحزم : سوف أعطيك الآن ما بجيبي من النقود وسأكمل المبلغ على أقساط ، كل مطلع شهر من المصروف الذي يعطيني اياه أبي للمدرسة ، لم يتوقف الذهول المرسوم على ملامح التاجر ، ووقف ينظر للولد وهو غير مصدق لما يسمع ، وسأله للمرة الأخيرة : هل أنت متأكد أنك تريد أن تأخذ هذا الجرو؟ وليس أي جرو آخر ؟أجاب الطفل بثقة كبيرة : نعم .

لأنه مثلي أعرج :
قال له التاجر : لكنه لن يلعب معك ولن يقفز ، ولن يركض مثل باقي الجراء ، ولكن هذه العبارات التي قالها البائع لم تعجب الطفل ، وقرر أن يخبر البائع ما هو سر اهتمامه بالجرو !

فانحنى بجسمه قليلاً ، ورفع بنطاله عن ساقه ، وطلب من البائع أن يرى قطعة الحديد التي تدعم ساقه الملتوية ، ليستطيع السير من خلالها ، ثم قال بنبرة الأستاذ الذي لم يكرر شرح الدرس ، بعد هذه المرة :أنا أيضًا يا عمي لا أستطيع المشي ، تمامًا مثل هذا الجرو ، ولذلك فانه بأمس الحاجة لمن يفهمه ، ويتضامن ويتعاطف معه ، ويسنده وقت الحاجة ، لأنه مثلي قررت أن آخذه دون باقي الجراء الأخرى .

الصديق الحقيقي :
ارتعش البائع من شدة التأثر والخجل ، وراحت الدموع تنزل من عينيه ، ثم اقترب من الطفل واحتضنه ، وقال له : أني أتمنى وأصلي أن يكون لكل جرو من الجراء التي أبيعها في هذا المحل ، من يحبه مثلما تحب أنت هذا الجرو في الحياة لا يهم الظروف المحيطة بك .

والتي تترعرع في كنفها ، فمن الضروري أن تجد من يقدرك ويحبك ، ويتقبلك دون أي قيد أو شرط ، فالصديق الحقيقي تجده في وقت الحاجة ، في أحلك اللحظات تجده عندما يتركك الجميع فتجده إلى جانبك .