قصة الطوابع المسافرة

هواية هدى جمع الطوابع البريدية فما إن تحصل على برق رسالة حتى تمسك المقص الصغير وتبدأ بقص الورقة حول الطابع محافظة على أطرافه ثم تلصقه على إحدى صفحات دفتر صغير مخصصة للطوابع ، فاليوم كان يوم السعد بالنسبة لهدى فقد اشترت طابع جديد وألصقته على أخر صفحة في الدفتر بعد طول انتظار .

الطابع الجديد وبعد لصقة مباشرة شعر بالضيق لأنه فقد متعة السفر لأي بلد على عكس ما كان يحلم ، وفجأة سمع حوارًا بين طابعين قال أخبرني أيها الصديق لأي بلد سافرت فقال الطابع الأخر سؤالك يذكرني بأحلى أيام حياتي ، سافرت يا صديقي لمصر بلد الأهرامات وأبو الهول أتصدق أحلم الآن أني جالس على ضفة نهر النيل أتفرش على المراكب الجميلة ، وأنت أين سافرت بصراحة أنا محظوظ أكثر منك لقد سافرت للملكة ولحسن حظي كان وصولي أثناء تأدية فريضة الحج .

الله أنالك الله حجة كي تغسل ذنوبك بالعبادة وتحلى فمك بالتمر ، دُهش الطابع الجديد عند سماعه الحديث والتفت لطابع جانبه يسأله وأنت هل سافرت ، طبعًا وما طعم الحياة بلا سفر فقل لصقي بشهرين سافرت لسوريا ودخلت الجامع الأموي الكبير ذا المآذن المتعددة وزرت قلعة حلب إحدى أكبر قلاع العالم ولم أنسى المرور بإدلب حيث اكتشفت فيها حضارة من أقوى الحضارات في العالم إيبلا .

وقبل أن يكمل الطابع حديثه شم الطابع الجديد رائحة عطرة والتفت جانبًا وشاهد طابع كبير الحجم ملون الرسوم  فسأله هل تبعث هذه الرائحة منك ، نظر الطابع الكبير نحوه مستغربًا وقال الظاهر أنك جار جديد طبعًا مني فالكل يعرف ذلك ومن عطرت ، تعطرت في بلد العطور في فرنسا بعدها توجهت وأنا بكل أناقتي لبرج إيفل فقد صعدت إلى أعلاه أنه منظر يسحر العقل وكان الوقت ليلًا والمدينة تتلقلق كصندوق الجواهر ، ولكن قولي إلى أين سافرت أنت بصراحة أنا لم أسافر إلى أي بلد ولكني على الرغم من ذلك أستطيع أن أحدثك عن الاهرامات المصرية والكعبة المشرفة وبرج إيفل..