كان الأخوين التوأم باسم وبسمة يذهبان كل يوم إلى المدرسة سيرًا على الأقدام ، وقد اعتادا كل يوم في طريقهما للمدرسة أن يمران على قطعة أرض فارغة ، كان سكان الحي يلقون الحي القمامة في تلك الأرض ، وقد كان عمال النظافة يمرون كل صباح على تلك الأرض لرفع القمامة من تلك الأرض .
ولكن في المساء أثناء عودة باسم وبسمة من المدرسة ، كانا يجدان أكوام القمامة قد تراكمت مجددًا في تلك الأرض ، شعر باسم وبسمة بالاستياء من منظر القمامة ، وقالت بسمة لأخيها : يجب أن نفعل شيئًا فهذه القمامة تؤذينا جميعًا ، فقال باسم : ماذا عسانا أن نفعل فنحن صغار ولا نستطيع فعل شيء ، قالت بسمة : تعالي نذهب لنخبر أبي وأمي بما يحدث .
ذهب باسم وبسمة إلى والديهم وأخبروهم ، أن منظر القمامة يؤذيهم ، فقال لهم والدهم معكم حق يا أبنائي فإن منظر القمامة قبيح كما أنها تجلب الحشرات ولكن ما عسانا أن نفعل فهذا الموضوع يخص سكان الحي جميعًا .
في اليوم التالي حين ذهب باسم وبسمة إلى المدرسة ، وفي أثناء الفسحة طلبا من زملاءهما عدم الانصراف لمناقشة موضوع هام يخصهم جميعًا ، وأخبرا زملائهما بموضوع القمامة وأنهم جميعًا يجب أن يتعاونوا لحل مشكلة القمامة .
وافق جميع الطلاب على أهمية حل تلك المشكلة ، وقدم كل منهم اقتراح لحلها ، فقال أحد الطلاب يجب أن نبني سورا حتى لا يستطيع أحد إلقاء القمامة ، وأقترح أخر أن يحولوا هذه الأرض إلى حديقة ، لتعطي منظرًا جميلًا للحي ، كما أن الأشجار تنقي الهواء الذي يتنفسه جميع سكان الحي .
أعجب كل الطلاب جميعًا بالفكرة ، ولكن أحد الطلاب قال أنهم لن يستطيعوا عمل ذلك بمفردهم يجب فهذا الأمر يحتاج إلى تصريحات من الحي ، ويجب أن يساعدهم آبائهم ، فاتفقوا جميعًا ، حين يعودون إلى منازلهم يقومون بإخبار إبائهم بما اتفقوا عليه ،ليساعدوهم في التنفيذ ، وأخبر باسم وبسمة زملائهما أنهما سيطلبان من والدهما تنظيم اجتماع لأهالي الحي ، ليبحثوا معا خطوات بناء الحديقة .
وبالفعل حين عاد باسم وبسمة ، أخبرا والديهم بما حدث في المدرسة ، فرح الوالدين بما فعله طفليهما ، وقام والد باسم بتنظيم اجتماع لأهل الحي ، واتفقوا على بناء الحديقة ، وقد توجه بعض السكان إلى رئيس الحي وطلبوا منه أن يصرح لهم ببناء الحديقة ، فوافق فورا ، وأرسل العمال لتجميع القمامة .
قام السكان بتجميع بعض الأموال وقاموا بزراعة مجموعة من الأشجار والنباتات الجميلة ، كما قاموا بشراء مجموعة من صناديق القمامة ، واتفقوا جميعا ألا يتركوا أحدا يلقي القمامة خارج الصناديق ، كما وضعوا مجموعة من الألعاب للأطفال داخل الحديقة لأنهم أصحاب الفضل في إنشاءها.
وبعد الانتهاء من تشييد الحديقة قرر أهالي الحي تنظيم حفل للاحتفال جميعًا بحديقتهم ، واجتمعوا جميعًا وقاموا بتغيير اسم الحي إلى حي الزهور ، وفي أثناء الحفل توجه الجميع بالشكر لباسم وبسمة على موقفهم الإيجابي واهتمامهم بمشاكل الحي ، واتفقوا جميعًا على تنظيم اجتماعات دورية لأهالي حي الزهور في حديقتهم الجميلة لحل جميع مشاكل الحي .