قصة الخاتم العجيب

كان هناك فلاح يقوم بالعديد من الأعمال الشاقة في مزرعته ، ولكن رغم ذلك لم يكن ماله يكفي لشراء الطعام ، وفي يوم من الأيام خرج ليقوم بحرث مزرعته ، وكان يفكر بداخله عن وسيلة يزد بها دخله ، حتى يكون لديه مال كاف له ولأسرته لشراء الطعام .

وأثناء سيره ألتقى بسيدة عجوز ، وأخبرته أن يسير تجاه شجرة بعيدة ، وأخبرته أن قام بقطعها ستنتهى مشاكله ، فأندهش الفلاح من كلام العجوز وفكر في نفسه ، ثم قرر الذهاب في الحال لتلك الشجرة .

أمسك  الفلاح بالفأس وركض نحو مكان الشجرة تلك ، التي أخبرته عنها العجوز وسار الفلاح في طريقة للشجرة ، حتى حل الليل فقرر النوم في الغابة ، وحين أستيقظ في الصباح ليكمل سيره راح يمشي ويمشي وكأنه يسير أبداً ، حتى وجد الشجرة المقصودة .

الفلاح يصل إلى الشجرة :
امسك الفلاح بالفأس وظل يقطع ساق الشجرة ، وكانت شجرة كبيرة وظل يحاول قطعها عدة ساعات ، وكانت تهتز بشدة حتى سقط منها عش للطيور ، وبداخله بيض الطيور الذي تدحرج بعيداً فظل يركض ، حتى يلحق بالبيض ليعيده للعش ، ولكن أصطدم البيض بحجر الطريق وتهشم .

الخاتم العجيب:
وحدث شيء غريب إذ بدأ قشر البيض يزال وخرج منه صقراً ضخماً ، وشكر الفلاح على مساعدته للخروج من البيضة ، وقدم له خاتم واخبره أنه يدعى الخاتم العجيب ، واذا وضعه على أصبعه وأداره ، فسوف يحقق له أمنية واحدة .

وإنه لن يسمح له بأكثر من أمنية واحدة ، وبعدها سيصبح مثل أي خاتم أخر ، ونصح الصقر الفلاح أن يفكر جيداً ، ولا يضيع الفرصة في شيء يندم عليه فيما بعد ، فأمسك الفلاح بالخاتم ، وسار في طريقة للعودة إلى منزله وهو يشعر أنه محظوظاً للغاية .

وما أن وصل إلى المدينة ، حتى أراد الفلاح الفقير معرفة قيمة الخاتم الذي أخذه من الصقر ، فراح يسأل الصائغ عن ثمنه واخبره الصائغ ، أنه خاتم عادي لا يساوي شيئاً ، غضب الفلاح من كلام الصائغ وأخبره إنه الخاتم العجيب ، والذي يساوي في قيمته كل خواتم متجره .

تعجب الصائغ كثيراً مما سمع ، وراح يفكر في وسيلة للحصول على الخاتم ، فبدأ يتودد إلى الفلاح المسكين ، أن يبقى معه تلك الليلة حتى حلول الصباح ، وقام بتجهيز مائدة عشاء فاخرة للفلاح المسكين .

خدعة الصائغ :
أخذ الصائغ يثني على الفلاح ويخدمه ، ويقدم له ما لذ وطاب من الطعام والشراب وادخل الفلاح المسكين ، في غرفة الضيافة لينام ، وفي تلك الليلة تسلل الصائغ إلى غرفة الفلاح ، ونزع الصائغ الخاتم العجيب من يد الفلاح ، ووضع بدلاً عنه خاتم آخر له نفس شكل الخاتم العجيب .

حل الصباح وأستيقظ الفلاح المسكين ، وأطمئن على وجود الخاتم في أصبعه ، وشكر الصائغ ورحل للمنزل ، ولم يفطن بالخاتم المزيف ، الذي قام الصائغ بوضعه في أصبعه ، أغلق الصائغ باب المنزل وعاد إلى غرفته ، ثم أمسك بالخاتم وطلب منه أنه يعطيه نقود ذهبية وفى الحال ، بدأت تتساقط عليه الكثير من النقود الذهبية ، حتى امتلأ منزل الصائغ بالنقود الذهبية .

حكمة الفلاح :
وصل الفلاح إلى منزله وأخبر زوجته عن قصة الخاتم العجيب ، وطلب من زوجته أن تتمنى أمنية ليحققها الخاتم العجيب ، فتمنت الحصول على حقل كبير بدلاً عن الحقل الصغير الذي يملكه ، لكن أخبر زوجته أنه يمكن زرع العديد من المحاصيل ، في الحقل الصغير لن يكن في حاجة لحقل كبير ، ولا عليه أن يتعجل في طلب أمنية الآن .

وبدأ المزارع بزرع العديد من المحاصيل في مزرعته الصغيرة ، وقاما ببيع ما نمي من النباتات ، وتمكنا من شراء حقلا كبيراً ، فطلبت زوجته أن يطلب من الخاتم العجيب بقرة أو حماراً ، للمساعدة في أعمال المزرعة الكبيرة ، ولكن رفض الفلاح هذه الأمنية ، وأخبر زوجته أنه أن عملا بجد أيضا في هذا العام ، سيتمكنا من شراء العديد من حيوانات المزرعة .

وهكذا مع مرور السنة الثالثة تمكن المزارع وزوجته ، من الحصول على مال لشراء بقرة وحصان ، ولكن زوجته كانت غاضبة ، وقالت له : إلى متى تتعب نفسك هكذا ، ولكن دعنا نتمنى شيئاً هذه المرة ، رد الفلاح : لكن مازلنا نتمتع بشبابنا والحياة ممتدة أمامنا ، وعليك تذكر أن الخاتم لن يحقق لنا سوى أمنية واحدة ، فدعينا نوفر الامنية لحين الحاجة إليها .

ومر أربعون عاماً وكبرت معها حقول المزارع ، وتحسن منزله وكبر أطفاله ، ولم يستخدم المزارع الخاتم الذى كان بيده ، إلى أن انتقلا إلى ربهما في هدوء.